يوجد في أي أسبوع ما يصل إلى 50 حدثاً إخبارياً تم تمييزها في التقويم الاقتصادي. بالكاد يخلق بعضها انعكاساً مفاجئاً في حركة الأسعار ويمكن لبعضها الآخر تحريك الأسواق بمئات النقاط.
فيما يلي أهم الأحداث الإخبارية في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تؤدي إلى تحركات كبيرة في الأسواق:
نسمي جميع الأحداث المذكورة أعلاه الأحداث الإخبارية المُجدولة مما يعني أنك ستجدها في أي تقويم اقتصادي مع الوقت والتاريخ الفعليين اللذين من المقرر إصدارهما. حيث سيخبرك أي حدث إخباري مُجدول نموذجي بالرقم أو النسبة المئوية السابقة، وما هو متوقع للحدث الإخباري القادم.
يتم تحديد هذا الرقم المتوقع من قبل لجنة من مُحللي السوق الدوليين. ويجب أن يكون لديك أولاً قبل أن تقرر الشراء أو البيع، خطة لما ستفعله بناءً على جميع النتائج المحتملة. وتبدأ هذه العملية ببعض التحليل والتخطيط قبل الأخبار.
ويعد تداول الأخبار إستراتيجية تسعى إلى الاستفادة من الفرص التي تظهر في الأسواق عندما تتصدر البيانات والمعلومات الاقتصادية ذات الصلة العناوين الرئيسية. في أي جلسة تداول، تعد الأخبار والبيانات الاقتصادية أحد أهم العوامل للتقلبات أو التغيرات الملحوظة في الأسعار. هذا يعني أن تداول الأخبار يوفر فرص تداول منتظمة، ولكن هذه الفرص لا تخلو من المخاطر. حيث يعتمد تداول الأخبار بشكل أساسي على الأحداث، ويختلف أسلوب التداول هذا عن أساليب التداول الفنية والأساسية العادية.
في التحليل الفني، الاعتقاد السائد هو أن حركة السعر السابقة ستؤثر على سلوك السعر في المستقبل، مع افتراض أن جميع المعلومات الأساسية حول قيمة الأصل تنعكس في سعره الحالي. يراقب المتداولون الفنيون مخططات الأسعار ويتخذون التداولات بناءً على الاتجاهات وأنماط الرسم البياني والمؤشرات الرياضية. في المقابل ، يعتمد متداولو الأخبار فقط على الإشارات التي سيتم إنشاؤها في السوق عند حدوث حدث هام.
“التسعير” يعني أن السوق قد تحرك بالفعل بشكل كبير قبل الإعلان الجديد بناءً على الرقم المتوقع. يمكن أن يحدث هذا كثيراً إذا كانت الإشاعات في الأسواق عالية بما يكفي في توقعها لما قد يحدث على الأغلب.
في هذه الحالات، يحتاج المتداول إلى توخي الحذر الشديد لأن نفس المتداولين الذين دفعوا السعر في اتجاه معين سوف ينهون تداولاتهم قبل الإعلان الجديد، ويرسلون السعر في الاتجاه المعاكس إلى حيث من المتوقع أن يتجه بعد صدور الأخبار.
يسمى هذا السيناريو “buy the rumour, sell the fact” أي اشتر بناء على الشائعات وبيع بناء على الحقائق.
وقد رأينا هذا يحدث مؤخراً مع قرار سعر الفائدة في الولايات المتحدة حيث كان هناك توقع مرتفع للغاية بزيادة سعر الفائدة بنسبة 0.25٪.
عندما أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي عن الزيادة، تم بيع الدولار لأنه كان من شبه المؤكد حدوث ذلك.
لنفترض على سبيل المثال أنك تخطط لتداول تقرير التوظيف بغير القطاع الزراعي (NFP) وهناك أيضاً تقرير كبير يصدر من كندا. في هذا السيناريو، لن يكون من المنطقي تداول الدولار الأمريكي \ الدولار الكندي.
فأنت لا تريد أن تجد نفسك في وضع حيث تكون هناك أخبار إيجابية من كل من الولايات المتحدة وكندا في نفس الوقت حيث يمكن أن تعزز كلتا العملتين قوتهما مما سيكون له تأثير على إلغاء بعضهما البعض. لذلك من الأفضل تداول زوج العملات الدولار الأمريكي\ الين الياباني على سبيل المثال إذا لم تكن هناك أخبار متوقعة في اليابان في ذلك الوقت.
يُوصى بشدة بمراجعة آخر 10 إعلانات لتقرير التوظيف بغير القطاع الزراعي NFP (إذا كان هذا هو الإعلان الذي تخطط للتداول به) وتحليل تأثير كل منها على اتجاه السعر على أطر زمنية مختلفة. سيساعدك هذا على التخطيط بشكل أفضل لجميع الاحتمالات.
أ) تداول ما قبل الأخبار
في يوم الحدث الإخباري أو حتى أسبوعه، إذا اختلف الرقم المتوقع بشكل مغاير تماماً عن الرقم السابق، فقد يشجع ذلك المتداولين على البدء في الشراء أو البيع في الاتجاه الذي يجب أن يسلكه السوق إذا تم إصدار هذا الرقم المتوقع.
على سبيل المثال، إذا كان رقم التوظيف في الشهر الماضي هو 255000 وكان الرقم المتوقع هو 340.000 (فرق كبير)، فسيبدأ المتداولون في شراء الدولار قبل وقوع الحدث الإخباري بوقت طويل. هذه هي الفرصة للانطلاق في أخبار ما قبل الحدث من خلال استراتيجية لإغلاق مركزك قبل الإعلان عن الأخبار بالفعل.
ب) تداول ما بعد الأخبار
هذا النهج مناسب للمتداولين الأكثر خبرة. إن امتلاك المهارات اللازمة لاستيعاب المعلومات الجديدة والتفاعل بسرعة يتطلب خبرة ورغبة عالية في المخاطرة. الأخبار الكبيرة بغض النظر عما إذا كانت إيجابية أو سلبية لعملة معينة يمكن أن تحدث ارتفاعات هائلة صعوداً وهبوطاً في الثواني أو الدقائق التالية للإعلان.
هذا هو السبب الذي يجعل العديد من المتداولين ينتظرون حتى تهدأ الأمور قليلاً قبل القيام بخطوتهم التالية.
عندما يهدأ السوق، يمكنك تحديد كيفية استيعاب السوق لهذه المعلومات الجديدة ورد فعله بشكل أفضل وما إذا كان السعر مستمراً في التحرك بزخم في اتجاه واحد أم لا، أو لا يزال يتحرك بشكل متقطع.
إذا كان الرقم مختلفاً إلى حد كبير عما كان متوقعاً، يمكنك متابعة حركة السعر خلال الأيام القليلة التالية. لذلك لا تقلق إذا فاتتك الخطوة الأولى. لا تزال هناك فرص لكسب المال.
هل وصل الرقم الحالي إلى الرقم المتوقع في التقويم الاقتصادي أو فاته أو تجاوزه؟
إذا كانت البيانات الفعلية أفضل من التوقعات، ترتفع قيمة العملة. أما إذا كانت الأرقام الفعلية أسوأ من المتوقع، تميل العملة إلى الانخفاض. في معظم الحالات، تعني كلمة “أفضل” أعلى من التوقعات وتعني كلمة “أسوأ” أقل من التوقعات.
ومع ذلك، فإن واقع تداول الأخبار هو أن التحركات الكبيرة تحدث بشكل عام فقط إذا كان العدد الفعلي أو النسبة المئوية أو الإجراء المتخذ يختلف اختلافاً كبيراً عما كان متوقعاً.
بشكل عام، إذا جاءت الأخبار كما هو متوقع، يميل السعر إلى التحرك بشكل هامشي فقط في الاتجاه المتوقع، أو بشكل جانبي أو انعكاس في بعض الحالات.
بغض النظر عن النهج الذي تتبعه، من المهم أن تحدد مسبقاً مستويات الدعم والمقاومة عبر جميع الأطر الزمنية الأعلى، وأن تنتبه أيضاً لأسعار اليوم السابق أعلى / أدنى (الأسعار تتفاعل هنا) وأن تحدد استراتيجية للدخول والخروج.
من منظور المخاطرة، يمكن للأسواق أن تتحرك بسرعة كبيرة في هذه الأحداث الإخبارية بحيث يمكن للسعر أن يتخطى مستوى وقف الخسارة الخاص بك، وهذا يجعل الأمر أكثر صعوبة لإدارة المخاطر.
الأخبار ذات التأثير الكبير هي المكان الذي ستجد فيه أعلى مستوى من التقلب (حركة السعر) وأعلى مستوى من المخاطرة، ولكنه يُمكن في نفس الوقت المتداولين المتمرسين من جني الكثير من الأرباح.