انهيار بنك وادي السيليكون: ما تحتاج إلى معرفته
أول ضحية مالية كبرى من الزيادات الهائلة في أسعار الفائدة من جانب إجراءات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ليست سوى مؤسسة مالية ضخمة “بنك وادي السيليكون” (SIVB.O).
في بداية مارس 2023، كان بنك وادي السيليكون مؤسسة ذات رأس مال جيد. وفي 8 مارس أعلنت أنها تسعى لجمع الأموال.
في غضون 48 ساعة، سيطر الذعر على العملاء وبدأوا بعمليات سحب جماعية بلغت 42 مليار دولار، منهية إرث بنك وادي السيليكون الذي دام 40 عاماً.
هل أنت مستعد لبدء التداول؟ ترقبوا عرض التداول الخاص في نهاية هذا المقال!
دعونا نلقي الضوء على سبب أزمة بنك وادي السيليكون وتداعياتها المستمرة وما تعنيه للمتداولين والمستثمرين هذا العام.
تداعيات أزمة بنك وادي السيليكون
بحلول 10 مارس، أغلق المنظمون الأمريكيون بنك إس في بي وصادروا ودائعه فيما أصبح أكبر انهيار مصرفي في الولايات المتحدة منذ الأزمة المالية لعام 2008. أفادت بنك إس في بي عن أصول بقيمة 212 مليار دولار للربع الأخير من عام 2022. وبشكل عام، فإن زوالها هو ثاني أكبر أزمة مصرفية بعد واشنطن ميوتشوال، التي بلغ حجم أصوله في عام 2008 حوالي 300 مليار دولار.
كيف حدثت الأزمة ؟
بدأت دوامة الهبوط بنك إس في بي في وقت متأخر في 8 مارس، عندما تفاجأ العملاء والمستثمرين بأخبار أن البنك بحاجة إلى جمع 2.25 مليار دولار لدعم ميزانيته العمومية. عندها بدأ عملاء بنك إس في بي الأساسيون من مستثمري التكنولوجيا سلسلة من عمليات السحب.
وأمام هذه السحوبات من الودائع، وجد البنك نفسه أمام أزمة سيولة تتمثل في عدم قدرته على الاستمرار في دفع فوائد على الودائع المتبقية، وسط تباطؤ الإقراض المصرفي بسبب ارتفاع أسعار الفائدة عالميا.
كذلك، لم يعد بمقدور البنك تحمّل سحب المزيد من الودائع من جانب العملاء، وهو تطور جاء بالتزامن مع انهيار بنك للعملات المشفرة في السوق الأميركية، هو بنك “سيلفرغيت” الأسبوع الماضي.
واضطر بنك السيليكون إلى بيع محفظة سندات بقيمة 21 مليار دولار، خسر فيها قرابة 1.8 مليار دولار، كما طرح أسهما بقيمة 2.25 مليار دولار، والهدف توفير السيولة.
ويوم الجمعة، أصدرت وكالة موديز للتصنيف الائتماني تقريراً خفضت فيه التصنيف الائتماني للبنك، مما نتج عنه ما يسمى مصرفيا بـ”بانك رن” أي هرع المودعين لسحب أموالهم.
كما أعلنت الجهات المنظمة تعليق تداول السهم بسبب انهياره بنسبة 60% الخميس، وبنسبة تراجع 24% في تعاملات ما قبل فتح البورصة الجمعة.
40 عاماً من العمل انتهت بشكل مفاجئ
في المجموع، سحب العملاء ودائعاً ضخمة بقيمة 42 مليار دولار بحلول نهاية 9 مارس، وفقاً للجهات المنظمة للخدمات المصرفية في كاليفورنيا.
شهد البنك بين عامي 2020 و2022 تضخماً في الودائع من جانب العملاء، ومعظمهم من أصحاب المشاريع التكنولوجية الناشئة.
وبلغت قيمة الودائع ذروتها بحلول منتصف 2022، حين بلغت قرابة 210 مليارات دولار، وكان البنك يستثمر هذه الأموال في السندات الأميركية الطويلة الأجل .
كما كان البنك يقدم فوائد مرتفعة لأصحاب الودائع، كإحدى أدوات جذب السيولة إليه، لكن ما حصل لاحقا شكّل نهاية رحلة البنك.
فمنذ النصف الثاني من 2022، ومع استمرار البنك الفدرالي الأميركي في رفع أسعار الفائدة منذ مارس/ 2022 حتى اليوم، سحب ودائع عديدة من البنك، ليستثمرها أصحابها في السندات القصيرة الأجل. وبحلول نهاية العمل في 9 مارس، كان لدى بنك إس في بي رصيد نقدي سلبي قدره 958 مليون دولار، وفقاً لتقارير المنظمين.
لماذا انهار البنك فجأة؟ يعتقد الكثيرون أن الطبيعة شديدة الترابط لمجتمع الاستثمار التكنولوجي هو سبب رئيسي للانهيار المفاجئ للبنك.
قامت الصناديق الرئيسية، بما في ذلك Union Square Ventures و Coatue Management ، بإخطار عملائها على الفور، وطلبت منهم سحب الأموال من بنك إس في بي. عملت وسائل التواصل الاجتماعي فقط على تفاقم حالة الذعر.
إنها كارثة لا تصدق تظهر إلى أي مدى يمكن أن يكون القطاع المالي عرضة للذعر ومديري صناديق الطاقة لديهم أكثر من العملاء.
الرئيس الأمريكي يتعهد بالمحاسبة
فشل الرئيس الأمريكي جو بايدن وصناع السياسة الآخرين في تهدئة مخاوف السوق من انتشار الذعر إلى البنوك الأخرى. حيث دعا الكثيرون بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى إنهاء رفع أسعار الفائدة. وتعهد جو بايدن بمحاسبة المسؤولين عن إفلاس بنك سيليكون فالي ومؤسسة مالية ثانية هي سيغنِتشر بنك، وطمأن الأميركيين مؤكداً أن ودائعهم في أمان.
وقال بايدن “أنا ملتزم بشدة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الفوضى ومواصلة جهودنا لتعزيز الرقابة والتنظيم للبنوك الكبرى، حتى لا نجد أنفسنا في هذا الموقف مرة أخرى“.
وأضاف الرئيس في تصريحات نشرها أيضا على موقع تويتر “يمكن للشعب الأميركي والشركات الأميركية أن يثقوا في أن ودائعهم المصرفية ستكون موجودة عندما يحتاجون إليها“.
ابق على اطلاع على آخر أخبار السوق
قال المنظمون المصرفيون في 12 مارس / آذار إن المودعين في SVB سيكون لديهم إمكانية الوصول إلى أموالهم بحلول 13 مارس، مما يهدئ المخاوف من أن الشركات المستثمرة في البنك ستكافح لدفع رواتب موظفيها.
النظام المصرفي الأمريكي
على وقع التقارير عن تدخل السلطات الأمريكية للحد من تداعيات انهيار البنك، ارتفعت أسعار الأسهم في الصين وهونغ كونغ الإثنين 13 مارس فيما انخفض مؤشر نيكي الياباني بنسبة 1.6٪.
وسعت وزيرة الخزانة الأمريكية إلى طمأنة الكثيرين ممن يخشون من أنه سيكون لانهيار البنك تأثير الدومينو على البنوك الأخرى بالولايات المتحدة، مؤكدة أن النظام المصرفي الأمريكي بات أكثر أمانا مما كان عليه خلال الأزمة المالية عام 2008. وقالت “يعد النظام المصرفي الأمريكي آمنا بالفعل ويتمتع برأس مال جيد فضلا أنه يتحلى بقدر كبير من المرونة“.
يشار إلى أنه عقب انهيار بنك الاستثمار الأمريكي “ليمان براذرز” قبل عشر سنوات، طلبت الهيئات التنظيمية في الولايات المتحدة من من البنوك الكبرى الاحتفاظ برأس مال إضافي لاستخدامه في حالة وقوع أزمة.
لكن بعض المحللين حذروا من أن بعض البنوك الأمريكية قد تكون في مأزق وهو الأمر الذي ظهر جليا في حالة إغلاق مصرف “سيغنتشر بنك” الأحد.
كيف سيؤثر ChatGPT والذكاء الاصطناعي على المتداولين
تداعيات القطاع المصرفي
السباق الغاضب لإعادة تسعير توقعات أسعار الفائدة يرسل موجات عبر الأسواق كما في السابق، يراهن المستثمرون على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون متردداً في رفع أسعار الفائدة في وقت لاحق من شهر مارس. إعادة التسعير الدراماتيكية لتوقعات سعر الفائدة الأمريكية إلى انخفاض الدولار الأمريكي – في وقت كتابة هذا التقرير كان يحوم حول 1.0710 دولار أمريكي لليورو.
قام التجار القلقون بخفض أسعار النفط، مع انخفاض العقود الآجلة لخام برنت إلى ما دون 80 دولار للبرميل.
يرى المتداولون حالياً أن هناك فرصة بنسبة 50٪ لعدم رفع سعر الفائدة في وقت لاحق من شهر مارس، مع تخفيض أسعار الفائدة للنصف الثاني من عام 2023. في وقت سابق من شهر مارس، تم تسعير زيادة بمقدار 25 نقطة أساسية، مع فرصة بنسبة 70٪ بمقدار 50 نقطة أساس.
يقول المحللون إن حالة عدم اليقين تستمر في جر القطاع مع استمرار قلق المستثمرين بشأن صحة البنوك العالمية الأصغر.
خسرت البنوك الأمريكية الكبرى حوالي 90 مليار دولار من قيمة سوق الأسهم في 13 مارس، مما رفع خسائرها خلال جلسات التداول الثلاث الماضية إلى ما يقرب من 190 مليار دولار.
وكانت البنوك الأمريكية الإقليمية هي الأشد تضررا؛ تحطمت أسهم فيرست ريبابلك بنك (FRC.N) بأكثر من 60 ٪. وأغلق مؤشر الخدمات المصرفية في أوروبا STOXX (. SX7P) منخفضاً بنسبة 5.7٪. وانخفض سهم كوميرز بنك الألماني (CBKG.DE) بنسبة 12.7٪ وتراجع كريديت سويس (CSGN.S) بنسبة 9.6٪ إلى مستوى قياسي منخفض.
في أسواق المال، تتزايد مؤشرات مخاطر الائتمان في الأنظمة المصرفية في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو.
رداً على ذلك، ارتفع سعر الذهب، الملاذ الآمن، بشكل صاروخي فوق المستوى الرئيسي 1900 دولار.
اقرأ المزيد من مقالات سي إم تريدينج:
كيف سيؤثر ChatGPT والذكاء الاصطناعي على المتداولين
الفرق بين ايثريوم وايثريوم كلاسيك
عرض خاص
استفد من تحركات السوق مع عرضنا الخاص لشهر مارس وابدأ التداول اليوم!
كيف تحصل على مكافأتك:
1 قم بإيداع 250 دولار – واسترد 100٪
2 استخدم الرمز الترويجي CMT250
3 تداول مع مكافأتنا
تطبق الشروط والأحكام: الحد الأدنى للإيداع 250 دولار أمريكي| الحد الأقصى للمكافأة 250 دولار أمريكي| العرض سارٍ لغاية 31 مارس 2023 |العملاء الجدد فقط | الرمز الترويجي: CMT250
جاهز لبدء التداول؟ افتح حساب اليوم
اكتشف المزيد من الفرص مع وسيط حائز على جوائز. انضم إلى سي إم تريدينج اليوم، الوسيط الأسرع نمواً في منطقة الشرق الأوسط.
شاركونا آراءكم وتابعونا على انستجرام و فيسبوك ويوتيوب و تويتر
