أسعار الفائدة آخذة في الارتفاع – تعرّف على معنى ذلك بالنسبة للمتداولين
أسعار الفائدة آخذة في الارتفاع على الصعيد العالمي وهذا يعني تغييرات كبيرة للأسواق.
شهد ظهور الوباء في عام 2020 دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود. وللحد من الكارثة، أبقت العديد من الحكومات والمؤسسات المالية أسعار الفائدة منخفضة وضخت المليارات في اقتصاداتها على شكل تحفيز اقتصادي.
لسوء الحظ ، لا يمكن الاستمرار في هذه السياسات إلى أجل غير مسمى ، وفي وقت ما ، سيتعين على الحكومات كبح إنفاقها من خلال طرق مختلفة ، مثل تقليل الدعم الاقتصادي ورفع أسعار الفائدة. وبالفعل ، أعلنت العديد من الحكومات عن رفع أسعار الفائدة لعام 2022.
دعونا نلقي نظرة اليوم ، على أسعار الفائدة وكيف سيؤثر رفع أسعار الفائدة على الاقتصاد العالمي.
ما هي أسعار الفائدة؟
باختصار، الفائدة هي تكلفة اقتراض الأموال، تظهر كمعدل فائدة سنوي. وهي إحدى الأدوات الأساسية التي تستخدمها البنوك المركزية لمحاولة كبح ارتفاع الأسعار والذي يسمى التضخم. حيث أدى الوباء المستمر إلى مزيج كارثي من ارتفاع الطلب مقترناً بنقص العرض ؛ فقد شهدت صناعة القطن، على سبيل المثال، ارتفاعاً في الطلب، ولكن العرض لا يستطيع تلبية ذلك مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل قياسي. ولسوء الحظ ، فإن أسعار الفائدة المرتفعة تلحق الضرر بالأسواق أيضاً والعملات بشكل سلبي.
خمس مجالات رئيسية للقلق: ارتفاع الأسعار في جميع أنحاء العالم
- يتوقع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي رفع أسعار الفائدة ثلاث مرات في عام 2022. كما تعمل الحكومة الأمريكية على تقليص الدعم الاقتصادي المقدم خلال بداية الوباء في عام 2020.
- البنك المركزي الأوروبي، الذي يحدد أسعار الفائدة لدول الاتحاد الأوروبي التسعة عشر، يخفض الدعم الاقتصادي للدول الأعضاء فيه.
- يخفض البنك المركزي الياباني، بنك اليابان، الدعم الاقتصادي رغم أنه لم يصل إلى حد خفض سعر الفائدة حتى الآن في عام 2022.
- رفع بنك إنجلترا أسعار الفائدة لأول مرة منذ أكثر من ثلاث سنوات في ديسمبر 2021.
- جنوب إفريقيا وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا والبرازيل وروسيا وبعض الدول التي رفعت أسعار الفائدة في عام 2021 ومن المقرر أن تستمر في عام 2022.
أهم الاتجاهات التي يجب متابعتها في عام 2022
يجيب فريد رزاق ، كبير استراتيجي التداول لدى سي إم تريدينج ، على بعض الأسئلة المتعقلة بأسعار الفائدة ويقدم بعض النصائح القيمة لجميع المتداولين:
ما هي أسعار الفائدة؟
“أسعار الفائدة هي في الأساس المعدلات التي تصدرها الحكومات المركزية إلى البنوك المحلية التي تتقاضاها من أجل إقراض الأموال. البنوك المركزية في كل بلد لديها معدل فائدة تفرضه على مؤسساتها المالية المحلية. حيث ينتهي الأمر بهذه البنوك المحلية بفرض أسعار الفائدة على أي قروض من عملائها من الأفراد ، وبالتحديد مواطني الدولة.
“واعتماداً على مدى ارتفاع أو انخفاض أسعار الفائدة هذه ، تصبح إحدى العملات أكثر جاذبية من الأخرى. على سبيل المثال ، إذا علمت أن أسعار الفائدة في اليابان صفرية وفي الولايات المتحدة 0.25 ، فسأكون أكثر ميلاً لتغيير أموالي إلى الين الياباني أو اقتراض الين الياباني ثم الاستثمار في أحد البنوك الأمريكية. سأفعل هذا لاستعادة بعض النسبة المئوية حيث سأدفع قرضي بنسبة 0٪ في اليابان. لذا ، فإن أسعار الفائدة هي في الأساس مجرد رسوم تفرضها البنوك المركزية على بنوكها المحلية. ويؤثر هذا على مستوى مقدار تكلفة بنوك التجزئة التي تفرض رسوماً على عملائها “.
هل من المقرر أن ترتفع أسعار الفائدة في عام 2022؟
“نعم هذا هو الوضع الحالي. فقد ذهبت معظم الحكومات المركزية إلى معدلات فائدة صفرية أو قريبة من الصفر وهي تحذوا فعلاً حذو اليابان التي وقعت في هذه المشكلة منذ حوالي 10 سنوات. لذلك، أسعار الفائدة منخفضة في الغالب، ولكن في نفس الوقت، إذا كانت منخفضة جداً، فهذا يضيف إلى التضخم انخفاض قيمة المال، وبالتالي نصبح أمام تضخم مفرط.
“إذاً ، لديك دول الآن مثل تركيا ولبنان تمر بأنواع غير منطقية من التضخم بحيث لا يمكن أن تستمر اقتصاداتها بهذا المعدل. أسعار الفائدة هي أداة تستخدمها الحكومات المركزية ، لكنها لا تستطيع إبقائها عند الصفر إلى الأبد. في مرحلة معينة ستصل الدول إلى مرحلة لا تستطيع فيها التوقف عن طباعة النقود مجاناً ، وهذا ليس اقتصاداً ، حيث يصبح المال لا قيمة له “.
كيف تؤثر أسعار الفائدة على السوق؟
“تؤثر أسعار الفائدة على الأسواق بعدة طرق. رقم 1 – إنها إحدى الأدوات العديدة التي تستخدمها البنوك المركزية للحد من تدفق الأموال، سواء من خلال العرض أو الطلب على النقود. ومع ذلك، فإن المال ملزم بالعرض والطلب أيضاً؛ إذا كان اقتراض المال يكلف الكثير من المال، فإن الناس يكونون أقل ميلاً إلى الاقتراض. إذا كان اقتراض المال رخيصاً بشكل مفرط، عندها يميل مزيد من الناس إلى إنفاقه واقتراضه على أمل سداده في وقت لاحق.
“هذه هي العقلية الكامنة وراء أسعار الفائدة وتأثيرها الهائل على الأسواق. إذا كان اقتراض الأموال غير مكلف للغاية ، فهناك الكثير من الأموال في الأسواق للاقتراض. في نفس الوقت الذي يزداد فيه التضخم. إذا أغرقت الكثير من المال في السوق، عندها يزداد المعروض. وهذا ليس شيئاً نتطلع إلى القيام به ، لذلك هناك عدة طرق يمكنك من خلالها تقليص التضخم مثل إصدار السندات وإعادة شراء الأموال “.
لماذا لا تستطيع الحكومات إبقاء أسعار الفائدة منخفضة؟
“حسناً ، من الناحية التاريخية ، في أي وقت يحدث فيه ارتفاع في أسعار الفائدة أو يتم رفع أسعار الفائدة ، فإن السوق عادة ما يبدأ بعمليات البيع. هذا يعني عادةً أنه في المستقبل سيكون هناك القليل من الأموال المتاحة في الأسواق وهذا سوف يمنع بعض التوسع الذي نشهده حالياً في الأسواق.
يعود هذا إلى ما قبل 30-40 عاماً عندما تم إعداد النظام وتنفيذه لأول مرة من قبل ألان جرينسبان ، وهو رئيس سابق لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لأكثر من 25 عاماً. تم تعيينه من قبل رونالد ريغان وكان رئيساً خلال عصور رونالد ريغان وجورج بوش الأب وبيل كلينتون وجورج دبليو بوش. ربما قام بتنفيذ ما لا يزال لدينا اليوم ، مع القليل من الإصلاح هنا وهناك.
“أعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي هو الوحيد الذي يطبع الكثير من الأموال في الأسواق. أعني أنه إذا نظرت إلى تاريخ جميع الأموال التي طُبعت في الولايات المتحدة ، فقد تمت طباعة 40٪ منها في الأشهر الـ 18 إلى الـ 19 الماضية ، لذا فهذه ليست علامة جيدة “.
نصيحة للمتداولين:
يقول رزاق: “نصيحتي للمتداولين في عام 2022 أن يكونوا على دراية بمجريات السوق وأن يقوموا بدراسته جيداً. أعني ، أنت تعلم أن الأسواق تلعب قليلاً من لعبة الكراسي الموسيقية وهي مسألة وقت قبل أن يُترك شخص ما بدون كرسي ،عندها ستقوم الأسواق بالبيع.”
اكتشف المزيد من الفرص مع وسيط حائز على جوائز. انضم إلى سي إم تريدينج اليوم، الوسيط الأسرع نمواً في منطقة الشرق الأوسط.
شاركونا آراءكم وتابعونا على انستجرام و فيسبوك ويوتيوب و تويتر
*الأسعار الواردة في التقرير دقيقة وقت النشر.
