هناك العديد من الأشخاص الذين لم يكن لهم الحظ في الدخول في عالم الاستثمار او التداول، وقد لا يعرفون الفرق أساساً بين التداول والاستثمار، وقد يعتبرون الكلمتين لهما نفس المعنى باختلاف المصطلح! قد يبحث الكثيرون عن عن طرق لمحاولة تنمية وتكبير الثروة، وقد لا يعرف الطريقة الأفضل والمناسبة للوقت المطلوب ولنسبة الربح المرضية. يختلف الاستثمار والتداول من حيث الاطار الزمني للربح، وكذلك الطريقة والأدوات المالية المختلفة لكلاً منهما.
مع ظهور وانتشار العملات الرقمية، أنقسم الناس فيما بينهم، من حيث طريق الاستفاضة من هذه العملات، فمنهم من رأي ان الطريقة الأنسب هي الشراء والانتظار اما ان تهبط او ان ترتفع ويحققون الربح. ومنهم من كان لهم رأياً آخر، ويندرج في عدم الجدوى من الانتظار، فيمكن ان يحققون مكاسب أكبر من خلال الاستفادة من تحرك الاسعار دون بيع وشراء حقيقي لهذه العملات. في هذه المقالة سوف نتحدث عن الفرق بين التداول والاستثمار للعملات الرقمية وبعض الأمور المثيرة والنصائح والتوصيات التي يطبقها خبراء التداول في محافظهم، فتابع المقالة للنهاية.
تداول أم استثمار؟
من المهم ان نفهم بشكل جيد معنى التداول والاستثمار والفرق بينهم قبل ان نتحدث عن تداول العملات الرقمية، وذلك لعدم الوضوح بينهم وعدم وجود خط فاصل واضح للمتداولين المبتدئين. بالنسبة للتداول فهو عملية بيع وشراء للأصول والأدوات المالية لتحقيق ارباح في فترة زمنية صغيرة وقياسية نوعاً ما، لذا يهتم المتداولين بالاستفادة من تقلبات السوق قصيرة المدى. اي ان الهدف من التداول هو تحقيق ارباح سريعة، دون انتظار ممل او النظر طويل المدى لسنوات، فكل ما يقوم به المتداول هو دراسة اتجاه السوق وتحرق الأسعار وفتح صفقات تتوافق مع الاتجاه الحالي للسوق. في حالة العملات المشفرة، ونظراً لتقلبها، يتابع المتداولون اخبار السوق، وكذلك الزخم وآراء المتداولين الأخرين على وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك توجيهات المشاهير ورواد التكنولوجيا.
أما بالنسبة للاستثمار على الجانب الأخر، فهو عملية طويلة المدى، تهدف الي تحقيق أرباح مسقرة على مدار سنوات او حتى عقود. فيقوم المستثمرون بشراء الأصول والاحتفاظ بها لفترات طويلة لحين الارتفاع ثم يعاودون بيعها مرة أخرى. يرى المستثمرون ان الانتظار قد يوفر لهم فرصة في الربح المستقر دون قلق دائم، وكذلك التركيز على أمور أخرى، قد يكون لديهم عمل آخر، أو بيزنس مستقل، ولا يريدون إلا مكسب مستقر وحماية لأموالهم من التضخم. في الغالب الاستثمار قد يكون للأسهم او السندات او حتى العقارات بشكل أكبر من العملات الرقمية أو المشفرة، نظراً لتعود هؤلاء المستثمرين على الأدوات المالية القديمة، وكذلك الشك في جدوى العملات الرقمية في المستقبل، وتقلب هذا السوق بشكل كبير.
ما هو تداول العملات الرقمية؟
في البداية، يرى معظم الخبراء ان المناسب أكثر للعملات الرقمية هو التداول وليس الاستثمار، حيث ان هذه العملات مستحدثة، وقد لا توجد رؤى مستقبليه على المدى البعيد، فقد تتوفر عملات أكثر قوة، تقلل من قيمة العملات الحالية. فبدلاً من شراء هذه العملات وانتظارها لسنوات او حتى نسيانها، فقد يكون الأفضل هو التداول والاستفادة من فروقات الاسعار بين الشراء والبيع، دون اي امتلاك فعلي، وهو ما يمكنك فعله عبر العقود مقابل الفروقات، او ما يُسمى تداول CFD.
يعتبر تداول العملات الرقمية، فن ودراسة وتحليل، فهو فن في اختيار العملة التي ستقوم بالتداول عليها، وكذلك تحليل البيانات لمعرفة اوقات واسعار البيع والشراء لتحقيق ارباح من تقلبات السوق المستمرة. تعمل اسواق العملات الرقمية على مدار الساعة دون اي توقف، لذا فهي توفر مرونة عالية في التداول في اي وقت مناسب لك. فبدلاً من الجلوس امام شاشة الموبايل او الكمبيوتر في اوقات تداول البورصات العالمية لتداول الاموال الحقيقية، يمكنك التداول في اي وقت حسب جدول يومك ووقت فراغك.
هناك الكثير من استراتيجيات تداول العملات الرقمية، والمقصود بالاستراتيجية هي طريقة التفاعل مع السوق من حيث البيع والشراء. فهناك مثلا استراتيجية التداول اليومي، وهي طريقة يتبعها المتداولون النشطون يومياً، فيقومون بفتح الصفقات سواء ان كانت بيع او شراء في اول اليوم ويقومون بإغلاقها في نهاية اليوم. تتطلب هذه الاستراتيجية تحليل فني قوي، واتخاذ قرارات سريعة دون تردد، وكذلك الالتزام بالخطة التي قمت بإعدادها مسبقاً. كما ان هذه الاستراتيجية توفر على المتداول رسوم تبييت الصفقات، فكل يوم تترك فيه الصفقة مفتوحة، تقوم شركة الوساطة المالية بتكبيدك رسوم لهذه الصفقة، وهو ما قد لا يتحمله اصحاب المحافظ الاستثمارية الصغيرة والمتواضعة.
وهناك ايضاً التداول المتأرجح، وهي استراتيجية آخري قد تكون اكثر مرونة، وهي تسمح للمتداول بان يقوم بترك الصفقة مفتوحة لأيام او حتى لأسابيع حتى تحقق الأرباح. هذه الاستراتيجية تُعتبر متوسطة الأجل، فهي لا تجبر المتداول على ترك الصفقة لشهور – كما هو الحال في الاستراتيجيات طويلة المدى – ولا تجبره ايضاً على غلق الصفقات يومياً. تحقق استراتيجيات التداول المتأرجح ارباح اعلى نسبياً من التداول اليومي، ولكنها ايضاً تستهلك تكاليف تبييت الصفقات، لذا يجب ان تقوم بحساب الارباح المتوقعة مقابل التكاليف والخسائر المحتملة قبل بدء اي صفقة.
هل العملات الرقمية نصب؟
ربما يكون هذا السؤال هو الأشهر في عالم العملات المشفرة في الوطن العربي، فكثيراً ما تصدر الهيئات المالية تحذيرات بشأن هذه العملات، مما يشكك في مصداقيتها او حقيقتها من الأساس. من المهم ان نفهم طبيعة السوق قبل حتى ان نجيب على السؤال، سوق العملات الرقمية من الأسواق الناشئة حول العالم، والأسواق الناشئة تكون ممتلئة بالمبتكرين وكذلك الانتهازيين والذين يحاولون الاحتيال على المبتدئين. في حين ان العملات المشفرة اثبتت قوتها وكانت جديرة بالثقة مثل البيتكوين والايثريوم، إلا ان هناك آلاف العملات البديلة والتي لم يكن لها اي قيمة، وانخفضت قيمتها واكتشف المستثمرون بها انهم وقعوا في فخ النصب!
اعتقد ان الاجابة اصبحت واضحة، ولكن دعني اجيبها لك بشكل مباشر، لا، العملات الرقمية ليست نصب! فهي تتخذ قيمتها من الإضافة والمشروع الذي تقدمة والذي يستخدمه الناس في حياتهم ويسهل المعاملات المالية او التعاقدات بين المؤسسات او حتى نقل الاموال الدولية بعمولة منخفضة جداً، وكذلك تتخذ قيمتها من مدى الطلب عليها. لذا من المهم ان تفهم طبيعة العملة التي تتداولها او تستثمرها، بدلاً من فتح صفقات عشوائية، ومحاول معرفة تاريخ هذه العملة ومن قام بإصدارها وما هو الغرض منها والاستفادة التي ترجع للناس عن طريقها.
كيف تختار العملة الرقمية المناسبة للتداول او الاستثمار؟
كما ذكرنا ان اول واهم الخطوات لتداول العملة المشفرة، والتي يمكن اعتبارها فن وحرفة، هي اختيار هذه العملة، ونظراً لوجود آلاف البدائل، فالأمر ليس سهلاً. ضع في اعتبارك ان معظم العملات المشفرة التي تجدها اليوم غير حقيقية، وليس لديها مشروع، وان القليل منها واعد وسوف يحقق مكاسب، لذا خصص وقتك للبحث عن العملة ومعرفة أصلها. وإليك مجموعة من النصائح لرواد تداول العملات الرقمية في العالم:
- ابحث عن المشروع: تحاول ادارة كل عملة مشفرة تصدير مشروع للمستثمرين للوثوق بهم ودعمهم والتداول والاستثمار على هذه العملة الرقمية. اقرأ مشروع هذه العملة، وحدد ما اذا كانت ذات جدوى ام لا. افهم ما هي المشكلة التي ستقوم هذه العملة بحلها، وهي هي مشكلة فعلاً، ام يوجد لها حلول اخرى. حاول البحث عن امكانية تطبيق المشروع، هل قابل للتطبيق ام انه من وحي خيال المؤلف!
- فريق العمل: العملات المشفرة تتطلب فريق عمل محترف وقوي في مجال البلوك تشين “Blockchain” وكذلك الاشخاص المشهورين والذين لديهم مشاريع كربتو سابقة. أبحث عن خبرة فريق العمل، وخبراتهم السابقة واعمالهم، وهل تعتقد ان هذه الخبرات يمكن ان تقوم بعمل مشروع ناجح ام لا. يمكنك ان تدخل على حساباتهم على ليندك ان وتويتر “اكس حالياً” وتقرأ افكارهم وتفهم ما يقومون به، وهل لديهم متابعين حقيقيين ام انها مجرد ملفات وهمية.
- القيمة السوقية والسيولة: اذا كان المشروع قائم بالفعل، فيمكنك ان تقرأ المزيد حول القيمة السوقية، والسيولة لهذه العملة، فهذه الأرقام لها قيمة كبيرة. فمثلاً كلما كانت السيولة مرتفعة، سوف تتمكن من بيع استثماراتك او اغلاق تداولاتك وصفقاتك دون خسارة او هبوط في الاسعار. وكلما كانت القيمة السوقية عالية، سوف تتجنب هذه العملة الانهيار في اوقات الازمات، وسيكون التأثير في اقل حالاته وأشكاله.
- وجود مجتمع داعم وقوي: ابحث عن المجتمعات الداعمة لهذه العملة الرقمية، يمكن ان تجدهم على تويتر او على منصة ديسكورد. كلما كانت المجتمعات ذات ولاء وثقة اكبر في هذه العملة الرقمية، كلما زادت فرص ارتفاع الاسعار، فلن يتخلى هؤلاء الداعمين عن العملة في حالة هبوط جزئي او صغير للأسعار، على عكس العملات التي بدون اي مجتمع، تجد ان اي هبوط يدفع جميع المتداولين الى بيع العملة مما يزيد الطين بله!
الملخص
يمثل التداول والاستثمار للعملات الرقمية والمشفرة طرقاً مختلفة للاستفادة وتحقيق الارباح من هذه العملات، فالتداول يفضله من يفضل الربح السريع، ما الاستثمار فهو امر طويل الآجل وقد يأخذ سنوات او حتى عقود. العملات المشفرة عالية الخطورة والتقلب، وفي نفس الوقت يمكن تحقيق الكثير من الأرباح من هذه التقلبات والتي قد لا توجد في اي اداة مالية حقيقية اخرى. لذا فان العملات الرقمية تعتبر جاذبة لهؤلاء المغامرين الذين يتطلعون الى تحقيق ارباح سريعة في اوقات قياسية وأطر زمنية صغيرة.
لبدء تداول العملات الرقمية، يجب ان تفتح حساباً في احدى شركات الوساطة المالية، وافضهم في الشرق الأوسط هي سي ام تريدينج، في حائزة على جائزة افضل وسيط مالي في الشرق الأوسط. بعد فتح الحساب سوف تتمكن من الحصول على معلومات دخول حسابك في ميتاتريدر 4 وبدء فتح الصفقات. نتمنى ان تكون حققت اقصى استفادة من هذه المقالة وان تعرف الفرق بين التداول والاستثمار للعملات الرقمية.