يعتبر سوق الفوركس، أو تداول العملات الأجنبية، أو كما يسميها البعض “حساب الشاشة” من أكثر الأسواق رواجاً وحيوية في العالم، وقد زاد انتشارة في السنوات الأخيرة بشكل كبير. عادة ما يصبح النجاح بعض الخرافات والأساطير، ويعتقد المحللون ان بعض الدعاية من بعض الشركات الناشئة كانت السبب في ذلك. فبدلاً من ان تركز الشركات على تثقيف المتداولون، أصبحت السيارات الفارهة هي الأعلانات نفسها!
عادة ما يرتبط الفوركس بالكثير من الخرافات، والأساطير والتي تجعل مبتدئي الفوركس غارقين أما بالشك، أو بالطموح والأحلام الزائفة. لك ان تتخيل ان هذه الخرافات مُضاعفة في وطننا العربي، فالفوركس والبورصة عموماً فكرة ليست شائعة بين الناس، لذا تجد ان الكثير من الخرافات تنتشر حتى فالأوساط المتعلمة. نحن هنا في سي إم ترايدنج لكسر هذه الخرافات وكشف الأساطير، تابع لتعرف كل شيء!
بمجرد فتح الصفقة سوف تربح!
نعم هذه هي احد اشهر الخرافات عن التداول، فالكثير من الاعلانات لتبسيط الأمور تظهر ان المتداول فتح صفقة واغلقها في ثواني وربح 100 دولار! هذا المشهد قد يحدث بالفعل ولكنه غير طبيعي وغير دائم الحدوث، فالصفقات قصيرة المدى هي إحدى طرق التداول ولكن ليست الوحيدة. غير ان استراتيجيات التداول قصيرة المدى، قد تمكن المتداول من الربح الصغير، ولكن محاولة اقناع المتداول بإنه بمجرد ايداع 250 دولار وفتح صفقة سوف يربح 100 دولار في 5 ثواني، محاولة غير موفقة بالمرة.
إن اتجاهات التداول طويلة المدى والتي يقوم بها المتداول عن دراية، او بعد توصيات قد تحقق ربحاً أكبر وثباتاً أكثر عن الصفقات طويلة المدى. ففي الصفقات طويلة المدى، لن يقوم المتداول بمتابعة السعر اللحظي كل فترة، وكذلك لن يكون مهتماً بالتقلبات اليومية للسعر. يمكن القول أن جعل الصفقات في آجل زمني أطول أجلا قد يكون مفيدا لبعض المتداولين لأنه سيقلل من عدد فروق الأسعار المدفوعة (العمولة) ومن المرجح أن يتجنب المتداولون الصفقات غير المدروسة قصيرة الأجل.
سوف تصبح احد ملاك لامبورجيني!
بالتأكيد الدعاية من الأمور المهمة لأي نشاط تجاري، ولكنها قد تؤثر ايضاً على عقلية المتداول. وقد أدى هذا إلى جلب العديد من الأشخاص إلى ساحة التداول ممن يسعون إلى الثراء بسرعة وبدون جهد او حتى تفكير. وهذا للأسف نادر جداً بالفعل، فقد تصيب احد الصفقات بشكل عشوائي ولكنه بالتأكيد لن يتكرر كثيراً.
التداول يتطلب الصبر والجهد والحكمة، فلا يمكنك فتح الصفقات بشكل عشوائي وانتظار الحظ. لا يجني المتداولون المحترفون بعض المال ثم يتركون السوق، بل من ذاق طعم النجاح بالتأكيد سوف يستمر به. ولذلك يتطلب التداول الاتساق، فالتداول ليس بالمقامرة، ورمي كل شيء للحظ والأقدار.
سوق الفوركس مغشوش ولن تربح أبداً
غالباً ما يكرر المتداولون الخاسرون جملاً مثل السوق المزور، أو ان السوق مغشوش، أو الوسيط الفاسد كسبب لفشلهم، لعدم الرغبة في الأعتراف بالمشكلة. على الرغم من سهولة افتراض هذا الأمر، إلا أن الفوركس ليس احتيال أو نصب. من المؤكد أن الاحتيال يحدث، ولكن هذا لا يعني أن السوق في حد ذاته به مشكلة.
في الواقع، يعد سوق الفوركس هو الأكبر في العالم، حيث يتأثر بمئات الآلاف من التداولات وربما الآلاف من الصفقات كل يوم. قد يؤثر احد كبار لاعبين السوق والمحركين الاساسيين به في مجرى الأمور عبر ضخ سيولة او سحب سيولة من احد الاسواق بهدف احداث فارق، ولكن سرعان ما يزول هذا التأثير. والجدير بالذكر هنا، انه يجب ان تقوم بتداولاتك في شركة مرخصة ورسمية، لتكون شريكك في النجاح، وتتداول وانت مطمئن.
تداول الفوركس سهل
هذه الخرافة تقول ان التداول سهل، فيمكنك فتح حساب تداول في دقائق! في الحقيقة سوق التداول سهل الوصول إليه، فيمكنك فعلاً فتح حساب تداول في دقائق، ولكن ما بعد فتح الحساب لن يكون سهلاً ولن تربح بسهولة أيضاً. قد يكون هذا الأمر غير محبب او مزعج بالنسبة لمبتدئي التداول، والذين يأملون في تحقيق الربح السريع.
على المتداول ان يكون على دراية بأساسيات التداول على الأقل، وان يقوم بعمل الواجب، وهو الدراسة وفهم ما يجري في السوق لمحاولة فتح صفقات منطقية وفي الوقت المثالي. ان التداول المدروس هو ما يجعل صفقاتك أكثر ربحية، وهو أمراً يتطلب المهارة الفكرية، وكذلك العملية والممارسة.
فقط أتبع التوصيات بدون فهم
قد يحاول احد المشاهير تحقيق بعض الأرباح عبر حس المتداولين الجدد بفتح حسابات تداول واتباع التوصيات التي يرسلها. ولكن هذه التوصيات قد لا تعمل بالشكل الصحيح وخصوصاً ان كانت توصيات لصفقات قصيرة المدى، فقد يتغير السعر ولن تتمكن من فتح الصفقة في نقطة اختراق السوق بالشكل المثالي.
غير انه حتى في حالة ان المتداول قرر اتباع توصيات احد مقدمي توصيات التداول، فيجب ان يكون له رؤية ووجهة نظر، أي التوصيات تختار؟ يجب على المتداول دائماً ان يكون له وجهة نظر، وان يقرر ما يفعل بالشكل الصحيح وان يكون لديه المهارة لتحليل السوق وفهم ما وراء هذه التوصيات ليحدد ما يختار وما لا يختار ان ينفذ. إن التعرف على السوق وتنمية معرفتك يأتي من تكوين استراتيجياتك الخاصة. يجب علي المتداول عمل روتين التداول الخاص به حسب تفضيلاته وارتياحه الشخصي.
جميع الوسطاء واحد، الاختلاف في الأسم فقط!
إن الخرافة القائلة بأن وسطاء التداول متشابهون هي فكرة خاطئة يمكن أن تؤدي إلى كوارث قد تكون مكلفة بالنسبة للمتداولين. على الرغم من أنه قد يبدو العديد من الوسطاء متشابهين في توفير الوصول إلى الأسواق المالية، إلا أن هناك عوامل مختلفة تميزهم. وتشمل هذه مجموعة من الأدوات المالية المتاحة، والرسوم والعمولات، ومنصات التداول، ودعم العملاء، والتراخيص أيضاً. فقد تجد ان احد الوسطاء يوفر جميع الخدمات ولكنه غير مرخص، وهناك احتمالية خسارة جميع ما في المحفظة وعدم القدرة على استعادة الأموال، فهل سيكون هناك جدوى من بدء التداول معه؟ بالتأكيد لا!
من المهم بالنسبة للمتداولين إجراء بحث شامل واختيار وسيط يتوافق مع أهدافهم المالية وتحمل المخاطر وأسلوب التداول المفضل. إن رفض فكرة أن جميع وسطاء التداول متشابهون يمكّن المتداولين من اتخاذ قرارات مستنيرة، مما يعزز تجربتهم الاستثمارية الشاملة ونتائجهم المالية.
ابدأ كبيراً فالتداول للأثرياء!
أحد ابرز الخرافات، والتي في وجهة نظري اخطرها، هو ان تداول الفوركس يحتاج الى مبلغاً كبيرة في البداية لكي تبدأ بشكل صحيح. هذه الخرافة يمكن أن تثبط عزيمة المشاركين المحتملين عن استكشاف سوق حيوي وممتع مثل سوق الفوركس.
في الواقع، إحدى المزايا الرئيسية لتداول العملات الأجنبية هي إمكانية الوصول إليها للمتداولين بمستويات رأس مال مختلفة. في حين أنه من الصحيح أن أحجام رأس المال الأكبر يمكن أن توفر المزيد من المرونة وربما عوائد أعلى، إلا أنه يمكن للمتداولين البدء باستثمار متواضع. يقدم العديد من الوسطاء حسابات تداول صغيرة ومتناهية الصغر، مما يسمح للأفراد بالتداول برأس مال أقل وإدارة المخاطر بشكل أكثر فعالية.
بالإضافة إلى ذلك، الرافعة المالية هي أداة في تداول العملات الأجنبية تمكن المتداولين من التحكم في صفقات أكبر بكمية أقل من رأس المال. ومع ذلك، من المهم بالنسبة للمتداولين التعامل مع الرافعة المالية بحذر، لأنها تزيد أيضًا من احتمالية الخسائر. يجب ان يدرك المتداولون الطموحون الطبيعة الشاملة للسوق ويشعرون بأنهم أكثر قدرة على الانخراط في هذا السوق المالي الديناميكي.
لن تكسب لانك لا تعرف المستقبل
قد يظل الكثيرين ان معرفة او توقع ما سيحدث ومحاولة اتخاذ قرارات منطقية بناءاً على معطيات في الحاضر هو درباً من الخيال. دعني اشرح لك بمثال عملي، ان كنت تعرف ان هناك ازمة في مضيق باب المندب، وان حاويات البترول من الممكن ان تتعطل من دول الخليج (وهم من اهم موردين البترول في المنطقة) فبالتأكيد انك ستتوقع ازدياد سعر البترول نظراً لنقصانة!
عزيزي لا يحتاج المتداول الى الكرة البلورية للسحرة في سوق الفوركس، بل يمكنه ان يتنبأ بناءاً على تحليلات بيانية للأسعار التاريخية، والأحداث الجارية. النجاح يأتي من فهم الاحتمالات والتصرف بعقلانية إذا تغيرت الأمور. يحقق المتداولون أرباحًا ثابتة عندما يفهمون ما يغير حركة الاسعار، وتتبع هذه الأحداث واقتناص الفرص.
يمكنك الربح طوال اليوم
على الرغم من أن سوق الفوركس يعمل 24 ساعة في اليوم، إلا أن هذا لا يعني أن المتداولين يمكنهم تحقيق الربح باستمرار على مدار الساعة. قد تعتقد ان المتداولين قد حصلوا على الحرية المالية بشكلاً كامل، ويمكنهم النهوض في الوقت الذي يريدونه، وفتح صفقات رابحة، وشرب المانجو!
يلاحظ المحللون ان هناك فترات من التقلبات العالية والنشاط المنخفض. لذا يجب على المتداولين تحديد أفضل الأوقات للتداول بناءً على استراتيجياتهم وأزواج العملات المفضلة لديهم. هناك فترات وجلسات لكل بورصة عالمية، ويجب على المتداول فهم طبيعة ما يتداوله سواء من ازواج عملات او سلع مثل الذهب او اسهم، وتأثير البورصات المختلفة عليه.
عليك مراقبة الصفقات بإستمرار
قد يمتنع بعض المبتدئين عن التداول لعدم تفرغهم، وذلك لأنهم يعتقدون بأن عليهم مراقبة السوق طوال اليوم ودون توقف! في حين أنه من الضروري مراقبة الصفقات وظروف السوق، فإن تداول العملات الأجنبية لا يتطلب يقظة مستمرة. يستخدم المتداولين المحترفين أوامر وقف الخسارة وأوامر جني الأرباح لإدارة عمليات التداول بشكل تلقائي، مما يسمح لهم بالمشاركة في السوق مع تسيير أعمالهم وحياتهم بشكل طبيعي جداً.
إن تحديد أهداف واقعية واستخدام استراتيجيات إدارة المخاطر يمكن أن يساعد في تحقيق التوازن. غير ان هناك برامج لنسخ التداولات من متداولين آخرين أكثر احترافية مثل CopyKat والذي يمكن المتداولين من اختيار المتداول بعد مراجعة سجله ونجاحاته.
الملخص
هناك الكثير والكثير من الخرافات والأساطير التي تنتشر عن التداول، وخصوصاً في الوطن العربي، قد ذكرنا الكثير منها، ويتبقى الكثير أيضاً! المشكلة في هذه الخرافات، انها تؤشر بشكل سلبي على المبتدئين، والذين يقررون عدم خوض التجربة، أو خوضها مع الكثير من الحماس والطموح غير المبرر. لذا في هذه المقالة قد حاولنا بشكل عملي، ان نلخص اهم الخرافات، وكيفية فهمها بشكل صحيح.
فالتداول من أكثر الأستثمارات ربحية في العالم، ونسبة كبيرة جداً من مواطني الولايات المتحدة الأمريكية يستثمرون بشكل شهري في الأسهم والبورصات وربما حان وقت الفوركس في الوطن العربي. لا تتوقع ان تربح من أول صفقة، ولا تتطلع الى الربح السريع، كن على يقين بأن من جد وجد. عليك أختيار منصة تداول موثوقة، لكي تحمي رأس مالك من الفخاخ، وكذلك التعلم بدون توقف. نتمنى ان لا تقعوا في هذه الخرافات، تداول سعيد!