ماي 26, 2021

تصريحات إيلون ماسك وهجوم الصين ليسا السببين الوحيدين… كل ما يجب أن تعرفه عن أسباب الخسائر الفادحة للعملات المشفرة

ماي 26, 2021

Content:

تصريحات إيلون ماسك وهجوم الصين ليسا السببين الوحيدين… كل ما يجب أن تعرفه عن أسباب الخسائر الفادحة للعملات المشفرة 

تلقّت العملات المشفرة ضربات قوية ومتتالية من أكثر من جهة، حيث مُنيت سوق العملات المشفرة بخسائر تجاوزت التريليون دولار. لكن هل فعلاً تصريحات ماسك وهجوم بنك الشعب الصيني هما السببين الوحيدين وراء هذه الخسائر الكبيرة؟ 

 

   

هوت القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة خلال آخر 30 جلسة من التداول، بنسبة 40.8 % خاسرة نحو 1012.8 مليار دولار وذلك بعدما هوت قيمتها المُجمعة من مستوى 2481 مليار دولار في جلسة 22 أبريل الماضي إلى مستوى 1469.1 مليار دولار في تعاملات اليوم. وبلغت خسائر أكبر 4 عملات رقمية مشفرة نحو 799.5 مليار دولار لتستحوذ على نحو 79 % من إجمالي الخسائر خلال تعاملات الشهر الأخير. 

 

تصريحات إيلون ماسك وهجوم الصين ليسا السببين الوحيدين... كل ما يجب أن تعرفه عن أسباب الخسائر الفادحة للعملات المشفرة

 

مخاوف الصين 
 

حذر بيان أطلقته الجهات التنظيمية الأسبوع الماضي في بكين، من أن البيتكوين ليست عملة حقيقية وأن أداءها كان مستنداً إلى “المضاربة”. وشددت هذه الجهات التنظيمية كذلك القيود على مؤسساتها المالية المحلية، وحذّرت المصارف والشركات المالية الأخرى من قبول العملات المشفرة كوسيلة للدفع ومنعتها من تقديم خدمات ومنتجات ذات علاقة بهذه العملات. ودفعت الضوابط الجديدة القيمة المتداولة للعملات نزولاً بنسبة تصل إلى 30 %. 

وترافق هذا البيان أيضاً مع دافع بيئي واضح. فحوالي 65 % من عمليات تعدين البيتكوين يجري في الصين، مستهلكة كميات ضخمة من الكهرباء المولدة في محطات تعمل على الفحم. بالتالي تجعل هذه العملة المشفرة من الصعب على الصين أن تتعامل مع البصمة الكربونية الناتجة عنها. 

كما تخشى الصين من أن تؤدي رقمنة النقد هذه إلى تضاؤل سيطرتها على النظام المالي المحلي وعلى المعروض المالي في الاقتصاد الصيني. فالتمويل الرقمي متقدم جداً في الصين، إذ يستخدم مئات الملايين من الصينيين هواتفهم المحمولة لتسديد المدفوعات وتخزين الأموال في محافظ التطبيقات الإلكترونية مثل “وي تشات باي” و”علي باي”. لذا ترغب السلطات الصينية في الاحتفاظ بالسيطرة المالية. 

نمى اقتصاد الصين في العقود الأخيرة، من خلال توجيه الأموال التي يحتفظ بها المودعون العاديون في المصارف المملوكة للدولة إلى شركات ذات استثمارات مرتفعة مملوكة للدولة أيضاً في هيئة قروض رخيصة جداً. ويرى هؤلاء المودعون أن مدخراتهم تتآكل من حيث القيمة الحقيقية لأن معدل الفائدة أقل من معدل التضخم. لكن الضوابط الوطنية على رأس المال تمنعهم من نقل أموالهم إلى خارج الصين، حيث يحصلون على عوائد أفضل. ومن منظور الصين يكمن الخطر هنا، الذي تمثله العملات المشفرة مثل البيتكوين، في أنها قد تمكّن الناس من التهرب من هذه الضوابط. 

ويبدو أن هذا التخوف الرسمي بشأن الضوابط المالية كان مسؤولاً عن إلغاء الإدراج المخطط لخدمة المدفوعات الرقمية التابعة لـ”مجموعة آنت” الخاصة بجاك ما (والتي تملك “علي باي”) العام الماضي. ويفسر أيضاً لماذا كان “بنك الشعب الصيني” واحداً من أوائل المصارف المركزية على مستوى العالم التي تسعى إلى تطوير عملة مشفرة جديدة للقطاع العام. وهذا من شأنه أن يعطي الناس بديلاً رسمياً للعملات المشفرة الخاصة – وقد يصبح في نهاية المطاف الخيار الوحيد المتاح للشعب الصيني. 

 

تغريدات إيلون ماسك 
 

تسببت سلسلة من التغريدات التي أطلقها الملياردير الأميركي إيلون ماسك بخسائر كبيرة للعملات المشفرة. 

حيث وصل سعر بيتكوين إلى أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر بعد أن ألمح ماسك إلى أن شركة “تسلا” المملوكة له قد تتوقف عن قبول بتكوين كوسيلة دفع لسياراتها الكهربائية، ليعود للتأرجح في وقت لاحق من ذات اليوم بعد أن زعم ماسك عدم بيع أي من عملة بتكوين التي بحوزته. 

جاء هذا في نفس الأسبوع الذي تسبب فيه “ماسك” في تراجع عملة “دوغ كوين” المنافسة لعملة البيتكوين، بعد أن وصف العملة المشفرة تلك بأنها “صخب”. وأعلن ماسك بعدها بيوم واحد أن شركة “سبيس إكس” المملوكة له ستستخدم عملة “دوج كوين” لتمويل مهمتها إلى القمر في عام 2022، مما دفع العملة المشفرة للارتفاع بمقدار الربع.  ثم حذر في تغريدة أخرى من الضرر البيئي الناجم عن تعدين البيتكوين وحجم استهلاكها للطاقة، الأمر الذي أدى إلى انهيار سعري مؤقت، ولم تفلح تغريدة ماسك يوم السبت الفائت التي كانت رداً على استفسار من أحد متابعيه على موقع تويتر، حيث كتب “إنه يدعم العملات المشفرة في مقابل العملات الوطنية العادية”، في تعويض خسائر البيتكوين على الرغم من الارتفاع الطفيف في سعرها، حيث ظلت يوم السبت دون حاجز الـ 40 ألف دولار. بينما فقدت العملة التالية إيثيريوم 19 % من قيمتها. 

وبعد أن اجتمع ماسك يوم الإثنين مع العديد من قادة صناعة العملات المشفرة والمُعدّنيين، بوساطة من الرئيس التنفيذي لشركة مايكروستراتيجي، مايكل سايلور، والكشف عن مجلس تعدين بيتكوين. بعدما اتفقوا جميعاً على “تعزيز شفافية استخدام الطاقة وتسريع مبادرات الاستدامة في جميع أنحاء العالم”. غرد ماسك قائلاً: تحدثتُ مع القائمين بتعدين بيتكوين في أمريكا الشمالية. وقد التزموا بنشر الاستخدام المتجدد الحالي، والمخطط له أن يطلبوا من المعدّنين القيام بذلك. وهو أمر واعد على الأرجح”. ما أدى إلى ارتفاع قيمة البيتكوين إلى أعلى مستوى خلال اليوم عند 39960 دولار. 

ويبدو من ذلك أن متداولو العملات المشفرة أصبحوا رهن كل تصريح يدلي به إيلون ماسك مهما كانت طبيعته. 

 

عوامل أخرى تقف وراء الخسائر 

 

بالتأكيد لعبت تغريدات إيلون ماسك -أكبر داعم للعملات المشفرة- والخطوة المؤلمة التي جاءت الأسبوع الماضي من الحكومة الصينية بتشديد الجهات التنظيمية القيود على التعامل بالعملات المشفرة، دوراً كبيراً وأساسياً في هبوط سوق العملات المشفرة. ولكن هذان العاملان ليسا الوحيدان اللذان أديا إلى هذا النزيف الرقمي. فهناك عوامل أخرى ومنها: 

موقف البنوك المركزية والحكومات على مستوى العالم من هذه السوق، واستمرار التحذير من الاستثمار أو الدخول في سوق العملات المشفرة التي تعتبرها بعض المؤسسات الدولية أنها مجرد مضاربات على عملات وهمية. 

 لَعب كذلك ما تردد حول قرب الولايات المتحدة الأميركية من إصدار عملتها المشفرة الرسمية، دوراً رئيسياً في انهيار السوق متمثلاً بخروج المستثمرين من هذه السوق والاستعداد للاستثمار في العملة المشفرة الأميركية المرتقبة. 

قرار الحكومة الأميركية فرض ضرائب على أي تداول على الأراضي الأميركية وعلى أي مدخرات في بيتكوين تتعدى 10 آلاف دولار، ما دفع البعض إلى التخلي عن مدخراته من العملات المشفرة خوفاً من الضرائب، إذ تنظر الحكومة الأميركية إلى العملات المشفرة وأرباحها على أنها وسيلة يمكن استخدامها في التهرب الضريبي. 

الأرباح الهائلة التي سجلتها العملات المشفرة في السنوات الماضية، كانت عنصر جذب للمستثمرين على مستوى العالم، حيث يطمع معظمهم للأسف للجني السريع للأرباح، يترافق ذلك مع جهلهم بطبيعة السوق الجديدة، التي لا يزيد عمرها على عقد من الزمن. لذلك عندما تحدث أي هزة قوية، تكون هذه النوعية من المستثمرين، أول من يهرب، ويقدمون على موجات من البيع، ما يعظّم أثر موجة الهلع ويزيد أثر الانهيارات التي نراها حالياً. 

 

وما لم تعترف بعض البنوك المركزية على مستوى العالم بالعملات المشفرة وتضع لها ضوابط تنظيمية، ستستمر السوق في التقلبات الحادة كالتي تشهدها الآن. 

 

 

تعرف أكثر على تحليلات الأسواق وطرق التداول عبر زيارة موقعنا الإلكتروني 

أو سجّل الآن لتبدأ التداول مع سي إم تريدينج الوسيط المالي المرخّص والحائز على جوائز 

 

 

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Email

Content:

تابعونا على

ابدأ التداول الآن

المنشورات الأخيرة

الرجاء ادخل الإسم الأول

قرأت وفهمت وأوافق على: اتفاقية العملاء (الشروط والأحكام) ، وبيان الإفصاح عن المخاطرة ، وسياسة مكافحة غسل الأموال

الرجاء الموافقة على الشروط والأحكام

بتحديد هذا المربع، أكون قد قبلت: اتفاقية العملاء (الشروط والأحكام) وبيان الإفصاح عن المخاطر وأؤكد أن عمري يزيد عن 18 عاماً
الرجاء الانتظار...