اكتسب تداول العقود مقابل الفروقات (CFD) شعبية كبيرة في السنوات الأخيرة بسبب إمكاناته لتحقيق عوائد عالية وإمكانية الوصول إلى الأسواق المالية العالمية. غير ان تداول العقود مقابل الفروقات يمكن ان يسمح للمتداولين التداول والأستفادة بفروق الأسعار بين البيع والشراء دون امتلاك الأصل نفسة. يجد المتداولون المبتدئون أنفسهم بين غموض وعدم فهم طريقة عمل العقود مقابل الفروقات، وبين عدم فهم استخدام الروافع والهوامش أيضاً.
ونحن هنا للتوضيح! من الأمور الأساسية والجاذبة للمحترفين في تداول عقود الفروقات هي الإمكانات الرائعة للرافعة المالية والهامش، والتي يمكن أن تؤدي إلى تضخيم الأرباح أو الخسائر بشكل كبير. في هذه المقالة، سوف نتعمق في تعقيدات الرافعة المالية والهامش، ونفهم كيفية عملها، وآثارها، وكيف يمكن للمتداولين إدارة المخاطر بأفضل طريقة ممكنة.
تداول العقود مقابل الفروقات
تداول العقود مقابل الفروقات (CFD) هو أداة تداول تسمح للمتداولين بالمضاربة على تحركات أسعار الأصول المالية المختلفة دون امتلاك الأصل الأساسي نفسه. في تداول عقود الفروقات، يبرم المتداولون عقوداً مع وسطاء لتبادل الفرق في سعر الأصل من وقت فتح العقد إلى وقت إغلاقه. يتيح ذلك للمتداولين الاستفادة من الأسواق الصاعدة والهابطة، حيث يمكنهم فتح صفقات بيع وشراء بناءً على توقعات السوق الخاصة بهم.
تتوفر عقود الفروقات على مجموعة واسعة من الأصول الأساسية، بما في ذلك الأسهم والمؤشرات والسلع والعملات المشفرة، مما يوفر للمتداولين فرصاً استثمارية متنوعة ضمن منصة تداول واحدة. هناك عدداً من الأستخدامات التي يمكن للمتداولين اللجوء فيها الى تداول العقود مقابل الفروقات غير الأستثمار، فمثلاً يمكن استخدامها كأدوات للتحوط من إرتفاع الأسعار!
الفرق بين تداول عقود الفروقات وتداول العملات
في حين أن تداول عقود الفروقات وتداول العملات (تداول الفوركس) يشتركان في بعض أوجه التشابه، إلا أن لديهما أيضاً اختلافات ملحوظة. يتيح تداول العقود مقابل الفروقات (CFD) للمستثمرين المضاربة على تحركات أسعار الأدوات المالية المختلفة، بما في ذلك الأسهم والمؤشرات والسلع والعملات المشفرة، باستخدام الرافعة المالية.
في المقابل، يركز تداول العملات بشكل حصري على سوق الصرف الأجنبي، حيث يقوم المتداولون بشراء وبيع أزواج العملات بناءً على قوتها أو ضعفها النسبي. في حين أن تداول العقود مقابل الفروقات وتداول العملات يشتملان صفقات بإستخدام الرافعة المالية، فإن تداول العقود مقابل الفروقات يوفر نطاقًا أوسع من فرص الاستثمار يتجاوز أزواج العملات، مما يجعله مناسبًا للمتداولين الذين يبحثون عن محافظ استثمارية متنوعة.
بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما ينطوي تداول العقود مقابل الفروقات على تكاليف معاملات أقل مقارنة بتداول العملات، حيث يتقاضى الوسطاء عادةً فروق أسعار وعمولات أقل مقابل تداولات العقود مقابل الفروقات. ينصح الخبراء دائماً بمراجعة تكاليف ورسوم التداول في المنصة الخاصة بك، حيث ان منصات التداول تختلف فيما بينها من حيث العمولات والرسوم.
ما المقصود بنهاية صلاحية العقود مقابل الفروقات؟
في تداول العقود مقابل الفروقات، يشير مفهوم “عقود الفروقات منتهية الصلاحية” إلى الحالة التي يصل فيها العقد إلى تاريخ انتهاء الصلاحية المحدد مسبقًا. على عكس الاستثمارات التقليدية حيث يمكن للمستثمرين الاحتفاظ بالأصول إلى أجل غير مسمى، فإن العقود مقابل الفروقات لها فترات محددة، تتراوح عادة من أيام إلى أشهر. يحدث انتهاء عقد الفروقات (CFD) عندما تنتهي مدة العقد، مما يؤدي إلى إغلاقه وتسويته.
مع اقتراب تاريخ انتهاء الصلاحية، يجب على المتداولين إما إغلاق مراكزهم أو تمديد العقود مقابل الفروقات لمواصلة إمتلاكهم لعقد جديد للأصل الأساسي. يؤدي عدم اتخاذ إجراء قبل تاريخ انتهاء الصلاحية إلى الإغلاق التلقائي للصفقة من قبل الوسيط.
يمكن ان يتم إغلاق الصفقات في العقود مقابل الفروقات لأسباب مختلفة، بما في ذلك نسيان المتداولين مراقبة صفقاتهم، أو نقص السيولة في السوق، أو القرارات المتعمدة للخروج من التداول عند انتهاء صلاحية العقد. من الضروري لمتداولي العقود مقابل الفروقات أن يظلوا يقظين وأن يديروا مراكزهم بفعالية لتجنب العواقب غير المقصودة المرتبطة بالعقود منتهية الصلاحية.
ما هي الرافعة المالية؟
الرافعة المالية هي أحد الأركان الأساسية في تداول العقود مقابل الفروقات، مما يتيح للمتداولين فتح الصفقات بجزء صغير من القيمة الإجمالية المطلوبة. فهو يسمح للمتداولين بشكل أساسي بتضخيم صفقاتهم وشرائهم للأصول دون الحاجة إلى استثمار المبلغ بالكامل ودفعه مقدماً. على سبيل المثال، مع نسبة رافعة مالية تبلغ 1:100، يمكن للمتداول التحكم في مركز بقيمة 10000 دولار برأس مال قدره 100 دولار فقط.
تكمن جاذبية الرافعة المالية في قدرتها على تضخيم الأرباح المحتملة برأس مال ضئيل ومتواضع نوعاً ما. من خلال التحكم في الصفقات الأكبر بمبالغ صغيرة نسبياً من رأس المال، يمكن للمتداولين تحقيق عوائد كبيرة على استثماراتهم. ومع ذلك، من المهم أن نفهم أن الرافعة المالية تعمل في كلا الاتجاهين – فبينما يمكنها تعزيز الأرباح، يمكنها أيضاً تضخيم الخسائر.
هل الرافعة المالية دائماً مربحة؟
في حين أن الرافعة المالية تفتح فرصًا لتحقيق عوائد أعلى، فإنها تزيد أيضًا من المخاطر بشكل كبير. وهذا يعني أنه حتى تحركات الأسعار الصغيرة في الأصل الأساسي يمكن أن تؤدي إلى مكاسب أو خسائر كبيرة. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي التغيير بنسبة 1٪ في سعر الأصل الأساسي إلى تغيير بنسبة 100٪ في قيمة الصفقات ذات الرافعة المالية 1 الى 100.
علاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي الرافعة المالية إلى حدوث ما يُسمى “نداءات الهامش”. عندما تتحرك الصفقات ضد المتداول، وتبدأ الخسائر في إلتهام رأس المال الأولي، قد يحتاج الوسطاء إلى أموال إضافية للحفاظ على الصفقات مفتوحة، المعروف باسم نداء الهامش أو “margin calls”. أما في حالة الخسارة المتتالية والكبيرة، وعدم وجود ما يكفي من الأموال في الهامش لتغطية الخسارة، سيقوم الوسيط بغلق الصفقات بشكل تلقائي وهنا تتحول الخسائر المحتملة الى خسائر حقيقية.
كيفية إستخدام الروافع المالية بأقلل ضرر وأعلى استفادة؟
بعد ان قمنا بإيضاح المخاطر والأضرار التي يمكن ان تتسبب بها الروافع المالية من خسائر، ولكنها ايضاً قد تكون أداة مهمة لتعظيم المكاسب! لذا من الضروري ان تستخدمها بحكمة، وبالطريقة المناسبة والتي تضمن لك المكاسب بأقل عرضة للخسائر، ومن ضمن الاستراتيجيات، ما يلي:
- خاطر بما يمكنك تحمل خسارته: قبل ان تستخدم الرافعة المالية، أعرف مقدار محفظتك الاستثمارية، وما يمكنك تحمل خسارته منها! حدد نسب صغيرة للمخاطرة، ما لا يزيد عن 2% من رأس مالك، بحيث يسهل عليك تعويضة في حالة الخسارة.
- الاستفادة من أوامر وقف الخسارة: يمكن أن يساعد تنفيذ أوامر وقف الخسارة في الحد من الخسائر المحتملة عن طريق إغلاق الصفقات تلقائياً عند مستويات الأسعار المحددة مسبقًا. وهذا يمكن أن يساعد في منع إستهلاك رأس مالك وخسارة محفظتك الإستثمارية في حالة تحركات الأسعار السلبية وإنقلاب السوق عليك. ينصح الخبراء دائماً مبتدئي التداول بعدم فتح اي صفقة دون إستخدام أمر وقف الخسائر، والألتزام به إلتزام صارم لعدم تلاعب مشاعر المتداول به وخصوصاً في الأوقات الصعبة.
- قم بتنويع محفظتك الاستثمارية: تجنب التركيز الزائد على أصل واحد أو سوق واحدة. يمكن أن يساعد تنويع محفظتك الاستثمارية عبر فئات ومناطق الأصول المختلفة في التخفيف من تأثير الأحداث السلبية على أداء التداول الإجمالي لديك. يجب ان تتأكد ان تداولاتك لا ترتبط مع بعضها البعض، فمثلاً ان كنت تتداول الذهب وهناك صفقات على الدولار الأمريكي، فيمكن ان يكون هناك ترابط وخصوصاً فترات الأخبار. نقصد بالتنويع ان تكون الصفقات متنوعة بين اصول لا علاقة لها ببعضها البعض، مثل صفقات على العملات المشفرة، وآخرى على الفضة، وواحدة على القطن على سبيل المثال.
الهامش – وإرتباطة بالرافعة المالية
عندما تحدثنا عن الروافع المالية، قد ذكرنا الهامش أو “Margin”، غالباً يرتبط الهامش ارتباطاً وثيقاً بالرافعة المالية في تداول العقود مقابل الفروقات. ويشير إلى الضمانات التي يتعين على المتداولين إيداعها لدى وسطائهم لفتح الصفقات والحفاظ عليها مفتوحة. عادةً ما يتم التعبير عن متطلبات الهامش كنسبة مئوية من القيمة الإجمالية للصفقات.
على سبيل المثال، إذا كانت متطلبات الهامش لعقد مقابل الفروقات معين هي 5%، والقيمة الإجمالية للصفقة هي 10000 دولار، فسيحتاج المتداول إلى إيداع 500 دولار كهامش لفتح الصفقة. يمثل مبلغ 500 دولار هذا جزءاً صغيراً من القيمة الإجمالية للصفقة، مما يسمح للمتداولين بالتحكم في حجم صفقة أكبر من خلال الرافعة المالية.
الهامش المتطلب وهامش الوقاية
غالبًا ما يفرض الوسطاء الحد الأدنى من الهامش المتطلب وهامش الوقاية لضمان حصول المتداولين على أموال كافية لتغطية الخسائر المحتملة. تشير مستويات الهامش إلى نسبة حقوق الملكية إلى الهامش في حساب المتداول. إذا انخفض مستوى الهامش إلى ما دون عتبة معينة، عادةً بسبب الخسائر في الصفقات المفتوحة، فقد يصدر الوسطاء نداءات الهامش أو إغلاق الصفقات تلقائياً لمنع المزيد من الخسائر.
من الضروري للمتداولين مراقبة مستويات الهامش الخاصة بهم عن كثب والتأكد من أن لديهم الأموال الكافية لتلبية متطلبات الهامش. قد يؤدي الفشل في الحفاظ على مستويات هامش كافية إلى التصفية القسرية والغلق الإجباري للصفقات ورسوم إضافية يفرضها الوسيط.
إختر وسيطك بعناية!
يمكن لوسيط تداول موثوق مثل سي إم تريدينج ان يجعل تداولاتك اسهل وأكثر ربحية وشفافية، بينما لا توفر الكثير من المنصات هذه العوامل! يلعب اختيار وسيط التداول دوراً مهماً في تداول عقود الفروقات، مما يؤثر بشكل كبير على تجربة التداول، حيث توفر المنصات انواع محددة من العقود ورسوماً مختلفة. كما ان منصات التداول لها أهمية كبيرة في تعليم المتداول وتثقيفة، بما توفره من أدوات تعليمية.
ما نقوله عن اهمية الوسيط ليس نوعاً من المبالغة، لأنه يؤثر بشكل مباشر على سرعة تنفيذ الصفقات، وتكاليف ورسوم التداول، وسهولة برامج التداول، ودعم العملاء. كما ان الوسطاء ذو السمعة الطيبة، لديهم برامج فعالة للتداول الآلي ونسخ التداول، بما يضمن للمبتدئين فرصة رائعة للتداول بدون مجهود والأستفادة من هذا السوق الضخم.
ولضمان حماية أموالك، يجب ان تتأكد من ان وسيطك موثوق من جهات تنظيمية عالمية، وان لديهم التراخيص اللازمة لممارسة الوساطة المالية. هناك العديد من المؤسسات المانحة للتراخيص، تأكد من ذلك بنفسك، لان السوق مليء بالمحتالين، وبالتأكيد لا تريد ان تخسر أموالك بهذه الطريقة!
الملخص
الرافعة المالية والهامش من الأدوات المهمة والتي يلجأ لها جميع المتداولين تقريباً، حيث يمكنها تضخيم الأرباح والخسائر في تداول العقود مقابل الفروقات. في حين أن الرافعة المالية توفر للمتداولين الفرصة لفتح صفقات أكبر بإستخدام رأس مال ضئيل، إلا أنها تعرضهم أيضاً لمخاطر كبيرة. يعمل الهامش كضمان للوسيط وحماية للأموال المستخدمة في الرافعة المالية للصفقات المفتوحة، وهو يضمن للعميل ان الصفقات ستظل مفتوحة حتى في حالة الخسارة.
سر نجاح المتداول في تداول واستثمار العقود مقابل الفروقات، هو فهم مدى ربحية وخطورة الروافع المالية وكذلك توفير السيولة في الهامش. يجب عليك ان تتعلم طرق إدارة المخاطرة بشكل فعال، للسيطرة على حسابك في حالة انقلاب السوق عليك وعدم الخسارة المفرطة. تتضمن طرق ادارة المخاطر الفعالة استخدام أوامر وقف الخسارة وجني الأرباح وكذلك استخدام روافع مالية منخفضة.