يبحث متداولي الفوركس المحترفين عن فرص جديدة وفريدة من نوعها، غالباً ما يسموها بالجواهر! نظراً لندرتها وكذلك لصعوبة الوصول إليها وأيضاً الأرباح الكبيرة التي يمكن ان يجنوها عن طريق تداولها. لفترات طويلة ظل المتداولون يتداولون العملات الشهيرة والمعادن النفسية مثل الذهب الفضة، وبعدها اتجه الكثيرون الى العملات المشفرة كحل جديد، ولكن ماذا عن الأسواق المخفية عن الأنظار!
غالباً ما تكون الأسواق الناشئة ملاذاً غير آمن للمتداولين نظراً لتقلب تلك الأسواق بين الساعة والآخرى، ولكنها ايضاً توفر مصدراً مهماً وملهماً للأرباح ان استطاع المتداول ركوب الموجة وتوقع تحرك السعر بشكل صحيح. من ابرز تلك الأسواق الناشئة هي دولة جنوب إفريقاً، عملة جنوب افريقيا هي الراند، وهي عمله متقلبة وهو ما جعلها مصدراً لتحقيق ارباح قد تصل الى 100 نقطة يومياً. في هذه المقالة سوق نخوض معاً جولة عميقة في اقتصاد جنوب افريقيا والعوامل التي تجعلها الخيار الأول للعديد من المتداولين، وكيف تتوقع اسعار تحركها بنفسك وبسهولة.
تاريخ عملة جنوب افريقيا – بين الأبيض والأسود!
قبل عام 1961 ميلادياً كانت جنوب افريقيا تحت الأحتلال البريطاني، وكانت العملة هي الجنية، وبعد التحرر، تم إصدار الراند كعملة رسمية لجنوب افريقيا. بدء الراند رحلته من 1.41 راند مقابل الدولار الواحد، وانخفضت قيمة الراند بسبب التضخم عبر السنين، وكذلك بسبب الأضطرابات السياسية وسياسات الفصل العنصري التي عانت منها جنوب افريقيا. حيث انتقل الحكم من البيض الى السود وكان هناك فصل عنصري وانتقامي كبير، وهو ما ادى الى تخلي الدول عن دعم عملة جنوب افريقيا. ظل الراند في انخفاض حتى وصل الراند الى وقتنا هذا يتأرجح بين 18 الى 19 راند مقابل الدولار الواحد.
ما هي مكانة الراند الجنوب افريقي بين العملات؟
يتم تصنيف العملات بطرق تجعل المتداولين على دراية بمدى استقرارها والسيولة السوقية والمخاطر المتوقع التعرض لها في السوق. ويمكن ان يتم تصنيف عمله في أكثر من فئة كما سنرى الآن، وسوف نركز تصنيف عملة جنوب افريقيا بشكل محدد ايضاً:
- العملات الرئيسية
وهي العملات التي تعتبرها باقي الدول بمثابة معيار ومقياس لعملاتها المحلية، وغالباً ما يكون لدى باقي البنوك المركزية للدول احتياطي نقدي منها للتعامل بها في عمليات التجارة العالمية. ومن بين هذه العملات الدولار الأمريكي، وهو احد اقوى العملات في العالم، ولا يخلى اي بنك مركزي من احتياطي كبير منه، وكذلك اليورو والين الياباني والجنية البريطاني، والفرنك السويسري. غالباً ما تتحرك العملات الناشئة مثل الراند الجنوب افريقي بدخول كميات كبيرة من العملات الرئيسية لدعم العملة المحلية.
- العملات الثانوية
وهي العملات الأقل شهرة من العملات الرئيسية، ولكنها ايضاً لا يستهان بها، وتلعب دوراً قوياً في الاقتصاد العالمي، ومن ضمن هذه العملات الدولار الأسترالي، وكذلك الدولار النيوزيلندي. غالباً، يكون هناك نشاط تداول كبير على هذه العملات وتحتل اخبارها الصحف العالمية، حيث يمكن ان يغير اسعار صرفها اسواق آخرى اقل زخماً وخصوصاً في الدول الناشئة.
- عملات الأسواق الناشئة
تمثل عملات الأسواق الناشئة عملات من الاقتصادات التي لديها تصنيع قوي وأقتصاد متنامي. وتتميز هذه العملات بتقلبات أعلى، وحساسية أكبر للعوامل الخارجية، فيمكن لخبراً واحد ان يغير مسار تلك العملات. على الرغم من هذه التحديات، توفر عملات الأسواق الناشئة فرصًا استثمارية جذابة نظرًا لقدرتها على تحقيق عوائد عالية وفوائد التنويع. يقع الراند الجنوب أفريقي ضمن فئة عملات الأسواق الناشئة، مما يعكس مكانة جنوب أفريقيا كلاعب قوي في ساحة الأسواق الناشئة في العالم.
- العملات المرتبطة بالسلع والمعادن
نظراً لأن الغرض من العملات في الأساس هي تداول الثروة والسلع، فيمكن للأقتصادات التي تعتمد على تصدير السلع ان تتأثر بها سواء سلباً أو إيجاباً. فمثلاً جنوب إفريقيا تعتمد بشكلاً كبير على تصدير المعادن النفيسة مثل الذهب والبلاتين والماس، لذا فإن الراند يتحرك بتحرك تلك المعادن ويتأثر بها تأثراً لا يستهان به. فيجب على المتداول الذي يقرر تداول الراند الجنوب إفريقي، ان يكون على دراية بأسواق المعادن.
لماذا ينصح الخبراء بتداول عملة جنوب افريقيا؟
في الحقيقة ينصح الخبراء بتنويع المحفظة الأستثمارية بشكلاً عام، بين العملات الرئيسية والثانوية والناشئة وكذلك العملات والسلع. فلا يجب على المتداول ان يضع البيض كله في سلة واحدة، لأن الأسواق تتغير بين ليلة وضحاها، ويمكن ان ينقلب السوق كله عليك، ان لم تتمتع بالتنويع! الراند الجنوب افريقي، يرتبط ارتباطاً منخفضاً بالعملات الرئيسية، لذا فان التحرك في العملات الرئيسية، سوف يؤثر عليه ولكن بقدر طفيف جداً، وهو أمراً مهماً ان كنت تنتظر عوائد طويلة المدى.
غير ان الراند من العملات شديدة التقلب، لذا يمكن للمتداول ان يحقق قدر كبير من الأرباح اليومية (أو الخسائر اليومية ايضاً)، لذا فيمكن اعتباره بيئة خصبة لتحقيق قدر كبير من الأرباح. غير ان جنوب افريقيا من الأقتصادات الناشئة، والتي يراهن عليها الكثير من الخبراء حول العالم، نظراً لتطورهم في مجالات التصنيع والتعدين والسياحة، فيمكن ان تحقق نمواً كبيراً عبر الزمن.
من المثير ايضاً، ان البنك المركزي لجنوب افريقيا، يدعم عملته المحلية – الراند – عبر رفع اسعار الفائدة، وهو ما يجعلها فرصة مميزة لمن يريد جني الأرباح عبر الفائدة البنكية. تؤثر قرارات البنك المركزي لجنوب افريقيا على قرارات المستثمرين في العالم، والذين يريدون تحقيق ارباح سهلة عبر الفوائد، ومن خلال تدفع تلك الاستثمارات الخارجية، ترتفع قيمة الراند. اي ان العلاقة هي: مكسب – مكسب لكلا الطرفي. فمراقبة قرارات البنك المركزي الجنوب افريقي وسياساته، أمراً في غاية الأهمية.
العوامل المؤثرة على قوة عملة جنوب أفريقيا
هناك العديد من العوامل التي توثر على قوة عملة جنوب افريقيا، ويجعل اسعار الصرف تتأرجح صعوداً وهبوطاً تأثراً بتلك الأحداث والأمور. من بين تلك العوامل:
- المؤشرات الاقتصادية: ترتبط قوة عملة جنوب إفريقيا ارتباطاً كبيراً بأدائها الاقتصادي والمالي العام، حيث تلعب مؤشرات مثل نمو الناتج المحلي الإجمالي ومعدلات التضخم وأرقام التوظيف دوراً محورياً في تقلب سعر الصرف مقابل الدولار. يراقب المستثمرون المحترفون هذه المقاييس بعناية لقياس لقياس قوة الراند وتوقع تقلبات العملة.
- الاستقرار السياسي: يعد الاستقرار السياسي أمراً مهماً لكل الأقتصادات الناشئة والدول الحديثة، ويساهم هيكل الحكم الديمقراطي في جنوب أفريقيا والبيئة السياسية المستقرة نسبياً في مرونة الراند. ومع ذلك، فإن التطورات السياسية الدورية، مثل إصلاحات السياسات وتغييرات القيادة، يمكن أن تؤثر على أسواق الفوركس.
- أسعار السلع الأساسية: كما ذكرنا ان جنوب افريقيا تعتبر مصدراً رئيسياً للسلع مثل الذهب والبلاتين والماس، فترتبط قوة العملة في جنوب أفريقيا ارتباطا وثيقا بأسعار السلع الأساسية العالمية. تؤثر التقلبات في أسواق السلع بشكل كبير على تقييم الراند، مما يضع على عاتق المتداولين مراقبة اتجاهات السلع وتوقعات تحركاتها ايضاً.
- العوامل الخارجية: يتأثر أداء الراند أيضًا بالعوامل الخارجية، بما في ذلك الاتجاهات الاقتصادية العالمية، وفروق أسعار الفائدة، والأحداث الجيوسياسية. فمثلاً ارتفاع اسعار الفائدة في الولايات المتحدة، يمكن ان يسحب السيولة من الأموال الساخنة في جنوب افريقيا الى الولايات المتحدة، مما يساهم في خفض قيمة الراند. فالاقتصاد العالمي شبكة عنكبوتيه مترابطة بشكلاً كبير وكل تأثير يحدث يغير مسار باقي الأحداث والأتجاهات.
كيف تستثمر في عملة جنوب افريقيا؟
بعد ان عرفت كيف يتحرك السوق، فيمكنك الآن توقع الأسعار وتراهن على تغير تلك الأسعار، وهو ما يمكنك القيام به عبر اسواق الفوركس عبر التداول. تداول العملات هو اكثر اسواق الفوركس شهرة في العالم، ولكن عدداً قليلاً من شركات التداول يضيفون عملة جنوب افريقيا الى قائمة التداول لديهم. لحسن الحظ ان شركة سي إن تريدينج تضيف الراند الجنوب افريقي “ZAR” ضمن قائمة العملات التي يمكنك ان تتداول عليها.
يتطلب التداول على العملات الناشئة الكثير من الحنكة والصبر والفهم العالم لكيفية إدارة الصفقات وبالتأكيد إدارة المخاطر، وذلك لأن سوق الراند هو احد اشهر الاسواق المتقلبة في مجال تداول العملات. هنا سوف نذكر لك نصائح الخبراء لتداول الراند الجنوب افريقي:
- تحليل وفهم السوق
ينصح الخبراء قبل فتح اي صفقة على الراند الجنوب افريقي ان تقوم بإجراء تحليل موسع وشامل لفهم إتجاه السوق بشكلاً عام. يمكنك بالتأكيد اجراء تحليل فني عن طريق الأدوات التحليلية على ميتاتريدر 4 او اجراء تحليل اساسي لفهم قيمة السوق بشكل حقيقي. يساعدك دمج التحليل الأساسي والفني على تحديد نقاط الدخول وجني الأرباح ولا تنسى ان تضع أمراً لوقف الخسارة.
- إدارة المخاطر
لحماية رأس مالك ولضمان عدم انقلاب السوق عليك بشكل كبير مما يجعلك تخسر أكثر مما تتحمل، يجب ان تضع اوامر لوقف الخسارة، والأهم من ذلك ان تفكر في اللوت وكذلك الرافعة المالية التي تستخدمها. حدد بشكل دقيق نقاط دخولك وخروجك من السوق وإلتزم بها بصرامة دون اي عواطف او اشراك احساسك في الأمور.تأكد من ان حسابك لديه القدر الكافي من الهامش لكي لا تتعرض للأغلاق الأجباري لصفقاتك المفتوحة.
- مراقبة الأحداث الأقتصادية
ان مراقبة بيانات البنك المركزي الجنوب افريقي أمراً في غاية الأهمية، فيمكن لقرار ان يقوم برفع سعر الصرف، ويمكنه ايضاً ان يخفضة بشكل كبير. كما ان معدلات التضخم والبطالة والموازين التجارية وغيرها يمكن ان يؤثر أيضاً. لحسن الحظ ان بمتابعة المفكرة الاقتصادية لدى سي إم تريدينج يمكنك ان تعرف مواعيد تلك الأحداث والتوقع الناتج عنها، بما يمكنك من تحديث صفقاتك لتناسب اتجاهات السوق. فإن كان التوقع ان الأسعار سوف تتحرك لأسفل، فيمكنك ان تقوم بفتح صفقات بيع او العكس.
تحديات تداول الراند الجنوب افريقي
هناك الكثير من التحديات التي تحيط بالمتداولين المهتمين بتداول الراند الجنوب افريقي، ومنها مثلا تقلب العملة، فعلى الرغم من ان التقلب يمكن ان يجعل بعض المتداولين يربحون بشكلاً سريع جداً، إلا انه يمكن ان يجعل المحافظ الاستثمارين للمتداولين الغير يقيظين تحترق! فتحركات الراند يمكن ان تكون سريعة جداً بدرجة تجعل السيطرة على الصفقات بشكل يدوي مستحيلة، ويجب على المتداول ان يقوم بوضع اوامر تنظف تلقائياً.
من المهم ايضاً متابعة الأمور السياسية في جنوب افريقيا، فيمكن للتقلبات السياسية او التوترات البرلمانية او الفساد ان يقلب حال السوق بين لحظات، وذلك لأن السوق ناشئ! لذا كن على دراية بالأمور السياسية وكيف يتفاعل الشعب مع هذه الأحداث والأخبار.
الملخص
ان تاريخ عملة الراند الجنوب افريقية من العملات المثيرة سواء تاريخياً أو على المستوى الأقتصادي أيضاً، حيث مرت العملة بالكثير من التطورات والأحداث التي جعلتها كعكة جيدة للمتداولين المحترفين. فبين رابحاً وخاسر، لقد حظيت هذه العملة على كثير من الزخم، حيث ان محترفوها يعشقون تلك التغيرات والرقصات التي تجني لهم الأرباح!
ينصح الخبراء متابعة الأخبار السياسية والأقتصادية والمؤشرات وبيانات البنك المركزي الجنوب افريقي لكي يكونوا على دراية بنقاط الدخول والخروج من السوق باعلى ربح واقل قدر من الخسائر. قد تحدثنا عن جميع الأمور التى تهم المتداولين على عملة جنوب افريقيا، ونتمنى لكم تداول موفق مع سي إم تريدينج.
