هل تساءلت يومًا كيف يصبح بعض الناس أغنياء من خلال الاستثمار في الأسواق المالية؟ هل ترغب في أن تكون واحدًا منهم؟ التداول في الأسواق المالية يمكن أن يكون طريقة ممتعة ومربحة لزيادة ثروتك، ولكن يجب عليك أولًا فهم الأساسيات. في هذا المقال، سنقوم بشرح التداول للمبتدئين بطريقة مبسطة وسهلة الفهم، حتى تتمكن من البدء بثقة في عالم الاستثمار.
ما هو التداول؟
لشرح التداول للمتبدئين بطريقة مبسطة يجب فهم ما هو التداول وهو عملية استثمارية تهدف إلى تحقيق أرباح من خلال شراء وبيع الأصول المالية مثل الأسهم والسندات، بالاعتماد على تقلبات السوق. يتطلب التداول استخدام تقنيات تحليلية متنوعة لتحديد أفضل الأوقات لدخول الصفقات والخروج منها. على سبيل المثال، عندما تفشى وباء كوفيد-19 وتوقفت الرحلات الجوية، انخفضت أسعار أسهم شركات الطيران بشكل كبير. قام المتداولون بشراء هذه الأسهم بأسعار منخفضة، متوقعين ارتفاع قيمتها في المستقبل؛ وعندما تحقق هذا الارتفاع، باعوا الأسهم بأسعار أعلى، مما حقق لهم أرباحًا. تتراوح مدة التداول بين الاستثمارات طويلة الأجل والصفقات قصيرة الأجل التي قد تستمر دقائق أو ساعات أو أيام. يتطلب ذلك تحليلًا دقيقًا للظروف السوقية والعوامل الاقتصادية، بالإضافة إلى التحليل الفني وأحيانًا استخدام استراتيجيات المضاربة. باختصار، يتعلق الأمر بتوقع اتجاه أسعار الأصول واتخاذ قرارات البيع والشراء بناءً على هذا التوقع.
بعد أن فهمت مفهوم التداول، أصبح الوقت مناسبًا للتعرف على المصطلحات الأساسية التي ستساعدك في رحلتك في عالم التداول.
مصطلحات أساسية في عالم التداول مهمة لشرح التداول للمبتدئين
ما هو السوق المالي؟
تخيل السوق المالي كسوق كبير جدًا، ولكن بدلًا من بيع الخضروات والفاكهة، يتم فيه بيع وشراء الأصول المالية. الأصول المالية هي أي شيء يمكن تداوله، مثل الأسهم والعملات والسلع.
أنواع الأسواق المالية:
- سوق الأسهم: هو المكان الذي يتم فيه تداول أسهم الشركات. عندما تشتري سهمًا، فأنت تشتري جزءًا صغيرًا من الشركة.
- سوق العملات (الفوركس): هو أكبر سوق مالي في العالم، ويتم فيه تداول العملات المختلفة.
- سوق السلع: هو السوق الذي يتم فيه تداول السلع الأساسية مثل الذهب والنفط والقمح.
- سوق السندات: هو السوق الذي يتم فيه تداول السندات، وهي عبارة عن أدوات دين تصدرها الحكومات والشركات.
ما هو الأصل المالي؟
الأصل المالي هو أي شيء ذو قيمة يمكن تداوله في السوق. يمكن أن يكون ملموسًا مثل الذهب أو النفط، أو غير ملموس مثل الأسهم أو السندات.
ولتبسيط شرح التداول للمبتدئين، إليك أمثلة على الأصول المالية:
- الأسهم: تمثل ملكية جزئية في شركة.
- العملات: هي وسيلة للتبادل التجاري بين الدول.
- السلع: هي منتجات زراعية أو معدنية يتم تداولها في الأسواق.
- العقارات: هي الأراضي والمباني.
- السندات: هي أدوات دين تصدرها الحكومات والشركات.
كيف تتحدد أسعار الأصول؟
تتحدد أسعار الأصول في السوق بناءً على عدة عوامل، أهمها:
- العرض والطلب: عندما يكون الطلب على أصل ما مرتفعًا والعرض قليل، يرتفع السعر؛ والعكس صحيح.
- الأخبار والمعلومات: أي أخبار إيجابية عن شركة أو سلعة معينة تؤدي إلى ارتفاع سعرها، والعكس صحيح.
- العوامل الاقتصادية: مثل معدلات الفائدة والتضخم تؤثر بشكل كبير على أسعار الأصول.
- العواطف: يمكن للعواطف مثل الخوف والجشع أن تؤثر على قرارات المستثمرين وتؤدي إلى تقلبات في الأسعار.
علاقة العرض والطلب بالسعر
قانون العرض والطلب: هو مبدأ أساسي في الاقتصاد، ينص على أن سعر أي سلعة أو خدمة يتحدد بتفاعل العرض والطلب. عندما يكون الطلب على سلعة ما مرتفعًا والعرض محدود، يرتفع سعرها. والعكس صحيح، عندما يكون العرض مرتفعًا والطلب منخفض، ينخفض السعر.
الشراء والبيع في السوق المالي
- الشراء: يعني شراء أصل مالي برغبة في بيعه لاحقًا بسعر أعلى لتحقيق ربح.
- البيع: يعني بيع أصل مالي مملوك مسبقًا لتحقيق أرباح أو لتغطية خسائر.
مثال للمبتدئين في التداول: إذا كنت تعتقد أن سعر سهم شركة ما سيرتفع في المستقبل، يمكنك شراء هذا السهم. إذا ارتفع السعر بالفعل، يمكنك بيع السهم لتحقيق ربح.
ما هي أكثر أنواع التداول انتشارًا؟
قبل أن تغوص في عالم الاستثمار، من الأفضل أن تفهم جيدًا أنواع التداول المختلفة. هذا سيساعدك على اختيار الطريقة التي تناسبك تمامًا، سواء كنت تبحث عن أرباح سريعة أو استثمارات طويلة الأجل. المتداولون المحترفون لديهم أساليب متنوعة يتغيرون بينها حسب حالة السوق، ورغباتهم الشخصية. دعنا نتعرف سويًا على أشهر أنواع التداول:
التداول اليومي
التداول اليومي هو استراتيجية استثمارية تتضمن شراء وبيع الأصول في نفس يوم التداول، أي من الساعة 9:30 صباحًا حتى 3:30 مساءً، والهدف هو تحقيق أرباح قصيرة الأجل من تقلبات الأسعار. يستخدم المتداولون أدوات مثل التحليل الفني، الذي يساعدهم على توقع حركة الأسعار، والتداول على الزخم، الذي يستفيد من الاتجاهات القوية. على عكس المستثمرين الذين يبحثون عن الاستثمار طويل الأجل، يهتم المتداول اليومي بالربح السريع من خلال تقلبات السوق.
التداول المتأرجح
التداول المتأرجح هو شكل من أشكال الاستثمار الذي يهدف إلى تحقيق أرباح قصيرة إلى متوسطة المدى من تقلبات أسعار الأسهم أو الأدوات المالية الأخرى. يستخدم المتداولون المتأرجحون بشكل أساسي التحليل الفني للعثور على فرص التداول.
عادة ما يتضمن التداول المتأرجح الاحتفاظ بمركز استثماري، سواء شراء أو بيع، لأكثر من جلسة تداول واحدة، ولكن لفترة لا تتجاوز بضعة أسابيع أو شهرين. هذا الإطار الزمني مرن، وقد تستمر بعض الصفقات لفترة أطول، إلا أنها تصنف ضمن صفقات التداول المتأرجح؛ وفي حالات نادرة للغاية، قد تتم صفقة متأرجحة خلال جلسة تداول واحدة، وذلك في ظل ظروف سوقية متقلبة بشكل استثنائي.
التداول الموضعي
يهدف التداول الموضعي إلى الاستفادة من الاتجاهات السعرية الطويلة الأجل، والتي قد تمتد لأسابيع أو أشهر أو حتى سنوات. يبدأ المتداولون بتحديد التحركات الرئيسية في السوق، ثم يحتفظون بمراكزهم الاستثمارية لفترات طويلة لتحقيق أرباح من هذه الاتجاهات المتوقعة. يتطلب هذا الأسلوب فهمًا عميقًا للعوامل الاقتصادية التي تؤثر على السوق، بالإضافة إلى القدرة على تحمل التقلبات السعرية القصيرة الأجل لتحقيق عوائد مجزية على المدى الطويل.
تهدف هذه الفلسفة الاستثمارية إلى تحقيق أقصى استفادة من الحركات الصعودية الطويلة الأجل في السوق. على عكس التداول اليومي الذي يركز على التقلبات السعرية القصيرة المدى، تسعى هذه الفلسفة إلى الاحتفاظ بالاستثمارات لفترات أطول. ويقع المتداولون المتأرجحون في منتصف هذا الطيف، حيث يحتفظون بمركزهم الاستثماري لعدة أسابيع أو أشهر توقعًا بارتفاع أسعار الأصول في المستقبل القريب. هذا التداول غير مناسب للمبتدئين لطول مدته.
التداول الآلي
التداول باستخدام الخوارزميات (يُعرف أيضًا بالتداول الآلي أو التداول بالصندوق الأسود) يستخدم برنامج كمبيوتر يتبع مجموعة محددة من التعليمات (خوارزمية) لإجراء صفقة. ومن حيث المبدأ، يمكن للصفقة أن تولد أرباحًا بسرعة وتكرار لا يمكن أن يحققهما متداول بشري.
تعتمد مجموعات التعليمات المحددة في التداول الخوارزمي على توقيت المعاملات، أو أسعارها، أو الكميات المتداولة، أو أي نموذج رياضي. بالإضافة إلى فرص الربح للمتداول، يساهم التداول الخوارزمي في زيادة سيولة الأسواق وجعلها أكثر نظامية من خلال إقصاء تأثير العواطف البشرية على الأنشطة التجارية، ويمكننا في مقالتنا لشرح التداول للمبتدئين ترجيح هذه الفكرة.
التداول السريع
التداول السريع هو استراتيجية تداول قصيرة الأجل للغاية تهدف إلى تحقيق أرباح من التقلبات السعرية الصغيرة. يحتفظ المتداولون بالأصول لفترات زمنية قصيرة جدًا، قد لا تتجاوز الدقائق أو حتى الثواني، بهدف تحقيق أرباح متراكمة على مدار اليوم. يتطلب هذا النوع من التداول خبرة واسعة في أسواق ذات سيولة عالية، وقدرة على تنفيذ الصفقات بسرعة فائقة.
مخاطر التداول للمبتدئين
التداول في الأسواق المالية هو رحلة مثيرة يمكن أن تجلب لك أرباحًا كبيرة، ولكن كما هو الحال في أي استثمار، هناك مخاطر يجب أن تكون على دراية بها. لا يمكن ضمان الربح في التداول، بل على العكس، هناك احتمال كبير لتحمل الخسائر. لذلك، من الضروري أن تفهم هذه المخاطر جيدًا قبل أن تبدأ في التداول.
أبرز المخاطر التي تواجه المتداولين:
- خسارة رأس المال: هذا هو الخطر الأكثر وضوحًا. عندما تستثمر أموالك في الأسواق المالية، فإنك تخاطر بفقدان جزء أو كل هذا المبلغ. قد تحدث الخسائر لأسباب عديدة، مثل التقلبات السوقية، أو الأحداث العالمية غير المتوقعة، أو حتى الأخطاء في اتخاذ القرارات.
- تقلبات السوق: الأسواق المالية ديناميكية ومتغيرة باستمرار. تتأثر أسعار الأصول بعوامل عديدة، مثل العرض والطلب، والأخبار الاقتصادية، والشعور العام في السوق. هذه التقلبات قد تؤدي إلى تقلبات كبيرة في الأسعار في فترات زمنية قصيرة، مما يعرض استثماراتك للخطر.
- الرافعة المالية: قد تستخدم الرافعة المالية لزيادة حجم صفقاتك وتحقيق أرباح أكبر، ولكنها أيضًا تضاعف من خسائرك. الرافعة المالية هي بمثابة سيف ذو حدين، فهي يمكن أن تجعلك تربح أضعاف ما استثمرته، ولكنها أيضًا يمكن أن تجعلك تخسر أكثر مما استثمرته.
- العوامل النفسية: العواطف مثل الخوف والجشع تلعب دورًا كبيرًا في اتخاذ القرارات الاستثمارية. قد تدفعك هذه العواطف إلى اتخاذ قرارات غير عقلانية في لحظات الضغط، مما يؤدي إلى خسائر فادحة.
- عدم كفاية المعرفة: التداول يتطلب فهمًا عميقًا للمبادئ الاقتصادية، وكيفية تحليل الأسواق، وكيفية قراءة الرسوم البيانية. إذا لم تمتلك المعرفة الكافية، فستكون أكثر عرضة لاتخاذ قرارات خاطئة.
- الأحداث غير المتوقعة: الأحداث العالمية مثل الحروب، والأزمات الاقتصادية، والكوارث الطبيعية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الأسواق المالية. هذه الأحداث غالبًا ما تكون غير متوقعة، مما يجعل من الصعب حماية استثماراتك منها.
كيف يمكنك إدارة هذه المخاطر؟
- التعليم المستمر: كلما زادت معرفتك بالأسواق المالية، زادت قدرتك على اتخاذ قرارات استثمارية أفضل.
- وضع خطة تداول: حدد أهدافك الاستثمارية، وحدد مستوى المخاطرة الذي يمكنك تحمله، وقم بوضع استراتيجية واضحة للتداول.
- إدارة المخاطر: استخدم أدوات إدارة المخاطر مثل أوامر وقف الخسارة وأوامر جني الأرباح لحماية رأس مالك.
- التنوع: لا تضع كل بيضك في سلة واحدة. وزع استثماراتك على عدة أصول مختلفة لتقليل المخاطر.
- الصبر والانضباط: التداول يتطلب الصبر والانضباط. لا تتسرع في اتخاذ القرارات، والتزم بخطة التداول الخاصة بك.
لقد وصلنا إلى نهاية مقالتنا عن شرح التداول للمبتدئين. آمل أن يكون هذا الشرح الشامل قد زودك بالمعرفة الأساسية التي تحتاجها للبدء. الآن، حان الوقت لترجمة هذه المعرفة إلى عمل. افتح حسابًا تجريبيًا للتدريب، وابدأ في تطبيق ما تعلمته. تذكر أن التداول هو مهارة مكتسبة، وكلما مارستها أكثر، كلما أصبحت أفضل. لا تتردد في مشاركة تجربتك مع الآخرين، والتعلم من خبرات المتداولين الآخرين.
