انتقل العالم من خيال الروبوتات في أفلام هوليود الى الحقيقة، وأصبحنا نشاهد الذكاء الاصطناعي قادراً على اتخاذ القرارات بناءً على فهم حقيقي للواقع، وليس مجرد أوامر مبرمجة مسبقا! وجدنا في الآونة الأخيرة العديد من تطبيقات التداول بالذكاء الاصطناعي وتوليد إشارات للتداول بناءً على تحليلات قائمة على الذكاء الاصطناعي، وهو ما آثار ضجة كبيرة بين المتداولين. حيث تقوم تطبيقات التداول بالذكاء الاصطناعي على تحليل أساسي للكثير من الصحف العالمية وتوقع تحرك الأصول المختلفة، وكذلك التحليل الفني لمخططات الأسعار.
والسؤال هنا، بما ان هذه التطبيقات تقوم بدور المحلل الفني وكذلك المحلل الأساسي الذي يمكنه توقع الأحداث من خلال الأخبار، هل يمكن لهذه التكنولوجيا استبدال المتداولين؟ في هذه المقالة سوف نستكشف سوياً الإجابة على هذا السؤال، والتي ليست بالضروري ان تكون نعم او لا، ولكن يمكننا ان نتفهم طريقة عمل الذكاء الاصطناعي في التداول، وما هو الذكاء الاصطناعي في الأساس. فمن خلال هذه المعرفة، يمكنك كمتداول ان تعرف كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التداول، ومتى تستخدمها ومتى لا، وما الذي يميز المتداول المحترف عن هذه الأدوات، فتابع المقال للنهاية.
ما هو الذكاء الاصطناعي؟ كيف يُحدث ثورة في عالم التداول
الذكاء الاصطناعي ليس تكنولوجيا واحدة، ولا طريقة واحدة لمعاملة ومعالجة وتوليد البيانات، بل هي الكثير من أنواع التقنيات المختلفة، ولكل منها مميزات ونقاط قوة مختلف. قد يُشار الى جميع هذه التقنيات بالذكاء الاصطناعي، ولكنها تختلف كثيراً فيما بينها، وفي التداول يتم استخدام العديد من هذه التقنيات بطرق مختلفة، لتوليد إشارات مختلفة. من المهم ان تعرف الفرق بين مختلف تقنيات الذكاء الاصطناعي، وان تعرف التطبيق الذي تستخدمه يعتمد على أي تقنية، لتعرف حدود هذا التطبيق وتتمكن من استخدامه في محله.
- التعلم الآلي “Machine learning”
تعتبر هذه التقنية هي جوهر وأساس الذكاء الاصطناعي، وهي تعتمد على تصميم خوارزميات تعلم آلي، ولكنها ليست مبرمجة بشكل ثابت على قواعد التداول، ولكن يتم تدريبها على مجموعة ضخمة من البيانات. يتم تدريب وتعلم هذه الخوارزميات على مخططات الأسعار التاريخية، والمقالات الإخبارية، والتقارير الاقتصادية وحتى معنويات السوق على وسائل التواصل الاجتماعي.
بعد هذا التدريب القوي، يمكن لهذه الخوارزميات ملاحظة طريقة تفاعل السوق مع مختلف العناصر مثل معنويات السوق والاخبار الاقتصادية، وان تفهم متى يرتفع السوق ومتى ينخفض أيضا. يمكن لخوارزميات التعلم الآلي الملاحظة الدقيقة للأنماط السعرية -وبالتأكيد هي اسرع من العين البشرية – بدقة عالية للتنبؤ بالأسعار. تتميز التطبيقات المعتمدة على التعلم الآلي بالسرعة والدقة في تحليل البيانات والاستنتاجات المختلفة.
- التعلم العميق “Deep learning”
يعتبر التعلم العميق هو النسخة الأحدث والأكثر تقدماً من التعلم الآلي، حيث يتم استخدام شبكة عصبية بها العديد من الطبقات وميزتها انها تكتشف العلاقات الأكثر تعقيداً والتي قد لا تكون مرتبطة ببعضها البعض بشكل مباشر! ولنفترض ان هناك مؤشرات بغلق مضيق هرمز، وبالتأكيد ان هذا القرار سوق يرفع أسواق النفط بشدة، وبالتالي سوف تتأثر الشركات المعتمدة على النفط. من خلال التعلم العميق، يمكن لهذه التكنولوجيا ان تعرف وتتوقع التأثير على الشركات من خلال خبر واحد وهو غلق المضيق، لأنها تقوم بتحليلات معقدة في أكثر من طبقة مختلفة. كما يمكنها ان تقوم بتحليل ملايين البيانات في وقت قياسي، وبدقة متناهية!
- معالجة اللغة الطبيعية “NLP”
تعتبر المعالجة الطبيعية هي الأقوى والأفضل بين نماذج وتقنيات الذكاء الاصطناعي على فهم اللغة البشرية بطرق مختلفة، وهو ما يمكن الذكاء الاصطناعي من فهم الأخبار في الصحف او آراء المتداولين في وسائل التواصل الاجتماعي. من المهم ان تفهم، ان المتداولين من مختلف دول العالم يتحدثون لهجات محلية وبطرق مختلفة ليعبروا فيها عن غضبهم او فرحتهم تجاه أمر معين، ومن المهم ان يفهم الذكاء الاصطناعي هذه الطرق لتحديد معنويات المتداولين. من خلال معالجة اللغة الطبيعية، يمكن تحليل ردود الفعل بشكل فوري بناءً على تحليلات سرعة وفورية للبيانات، وهو ما يمكن المتداولين على اتخاذ قرارات سريعة ومنطقية.
مميزات التداول بالذكاء الاصطناعي
هناك العديد من المميزات للتداول بالذكاء الاصطناعي، والتي بالتأكيد انها توفر في الوقت والمجهود، وتستطيع تحليل ملايين البيانات في أوقات قياسية. ويمكننا تلخيص تلك المميزات فيما يلي:
- سرعة وكفاءة عالية: يمكن لتطبيقات التداول بالذكاء الاصطناعي وخصوصاً التي تقوم بتنفيذ آلي للصفقات والمراكز، ان تنفذ آلاف الصفقات في العديد من الأسواق وفي نفس الوقت. هذه الميزة تمكن المتداول من تقليل المخاطرة والربح العالي من خلال صفقات متعددة، وهو ما يُسمى بالتداول عالي التردد. حيث تستغل هذه الخوارزميات فروق أسعار قليلة بين الشراء والبيع، وانهاء الصفقة في ثواني قليلة، ومن خلال عدد الصفقات الكبير، يمكن تحقيق الكثير من الأرباح.
- قرارات مبنيه على بيانات: يقع الكثير من المتداولين في مشاكل التداول بناءً على العاطفة، حيث يمكن لمشاعر الطمع او الخوف ان تدفعهم لاتخاذ قرارات غير صحيحة. التداول بالذكاء الاصطناعي يزيل التداول العاطفي والتحيز النفسي، فمن خلال اعتبار الذكاء الاصطناعي مرشدك، او حتى اعتباره رأي تأكيدي لقراراتك، يمكنك فتح الصفقات بكل اطمئنان.
- إدارة المخاطر بطريقة احترافية: يمكن للذكاء الاصطناعي مراقبة أداء محفظتك الاستثمارية وتقييمها باستمرار وهو ما يجعلك قادر على معرفه الأداء بناءً على التقارير. وستتمكن من تعديل الصفقات سواء بالإغلاق على مكسب او حتى تقليل الخسارة المحتملة، وهو ما يزيد من نسبة الربحية في محفظتك بالتأكيد.
- أدوات متاحة وبعضها مجاني: في حين ان الكثير من أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة قد تكون حكراً على مؤسسات مالية ضخمة والبنوك الكبيرة، إلا ان بعضها متاح ومجاني. فمثلاً شركة سي إم تريدينج تقوم بإضافة أدوات الذكاء الاصطناعي الى جميع الحسابات بشكل مجاني، وهي مدمجة في مخططات الأسعار. الطريقة التي تقوم بها سي إم تريدينج، تجعل التداول أسهل واذكي من ذي قبل، فستتمكن من التحليل الفني والأساسي بالذكاء الاصطناعي في الوقت الفعلي، وهو ما يمكنك من اتخاذ قرارات صحيحة ومبنيه على معلومات وبيانات دقيقة.
المتداول البشري: لماذا يظل المتداول اقوى من الذكاء الاصطناعي؟
على الرغم من القدرات الهائلة والعبقرية لأنظمة التداول بالذكاء الاصطناعي، والتي لها القدرة على تحليل ملايين المعلومات والبيانات في لحظات معدودة، إلا انها لا تُغني عن وجود العنصر البشري! يقول خبراء التداول ان التقارير التي تتحدث عن زوال وعدمية دور المتداول البشري مبالغ فيها بشكل كبير، حيث يمكن ان تساعد هذه الأدوات المتداول، ولكنها لا تستبدله على الإطلاق.
يتميز العنصر البشري – المدرب والمحترف – على العديد من المميزات التي لا يمكن ان تتملكها أنظمة الذكاء الاصطناعي، مثل الحدس والقدرة السريعة على التكيف وفهم ما يحدث بين السطور! وهناك العديد من الأمور التي تميز المتداول البشري عن أنظمة الذكاء الاصطناعي، وهنا نذكرها.
- استكشاف ما هو غير مرئي وغير مسبوق
يمكن تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على البيانات التاريخية، وهو ما يجعلها متميزة في تمييز الأنماط التي تكررت في الماضي. ومع ذلك تضعف قدرة الذكاء الاصطناعي على التنبؤ بما هو غير متوقع، وتفشل في التعامل معها، وذلك لأنها تفتقر الى الحس البشري والحدس، وخصوصا في الأحداث النادرة والغير متوقعة. على سبيل المثال، ما حدث في الأزمة المالية العالمية عام 2008 وكذلك جائحة كوفيد 19 وحتى الصراعات المفاجئة والتي كان اخرها احداث إيران والشرق الأوسط! كيف يمكن للذكاء الاصطناعي ان يتوقع ان يخرج ترامب وينهي الحرب بمجرد بوست على وسائل التواصل الاجتماعي؟ ولكن يمكن للمتداول ذو الخبرة السياسية والاقتصادية توقع ذلك.
- التحليل النوعي والمشاعر
الأسواق المالية على عكس المتوقع لا تعتمد على الأرقام والتقارير فقط، جزء كبير جداً منها يعتمد على المشاعر والنفسية البشرية وحتى طريقة السرد! يستطيع المتداول المحترف ان يفهم نبرة الرئيس التنفيذي او مدير البنك المركزي في مؤتمر الأرباح او أسعار الفائدة، وفهم ما هو غير منطوق. هذه الخبرة لا تأتي من متابعة ارقام او تقارير، يمكن استنتاجها بعد متابعة طويلة وفهم عميق للسوق.
- الإبداع والتطوير
يمكن للذكاء الاصطناعي ان يقوم بتطوير إستراتيجية وكذلك تحسينها بناءً على معطيات السوق، ولكن القدرة على طرح فرضيات غير مألوفة او لم تحدث من قبل، هو امر صعب للذكاء الاصطناعي! الإبداع هو مهارة بشرية فريدة، من حيث التفكير خارج الصندوق وابتكار أفكار لم تكن موجودة ولم تبدر على عقل بشر من قبل، ورؤية ما هو غير موجود والعمل على إيجاده.
إشارات التداول بالذكاء الاصطناعي أداة وليس سحراً
من الضروري فهم ما يقوم به الذكاء الاصطناعي في التداول، لتعرف كيف تستخدمه، وأيضاً عدم رفع سقف التوقع لما هو قد يكون غير متاح! ان أدوات الذكاء الاصطناعي تقوم بتوليد إشارات للتداول سواء شراء او بيع على أصول من فئات متعددة، وهذه الإشارات مبنيه على تحليل قوي وعميق للبيانات، وقابليتها للنجاح كبيرة جداً، ولكنها بها نسبة مخاطرة أيضا.
تم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على التعلم من تدفق البيانات المستمر في مخطط الأسعار ومعرفة الأنماط السعرية، ومقارنتها بما حدث في الماضي، وهو ما يجعلها قادرة على التحليل الفني. وكذلك يتم ربط نماذج الذكاء الاصطناعي بالكثير من مزودي الأخبار مثل شبكة سي ان ان وفوكس نيوز وغيرهم، لتحليل الأخبار ومعرفة معنويات السوق واجدد الاخبار الساخنة وهو ما يجعل هذه الخوارزميات قادرة على التحليل الأساسي.
عليك كمتداول يحب التعلم ان تعرف ان هذه الإشارات مبنيه على معلومات، ولكنها غير مؤكدة بنسبة 100%، أي ان نسبة المخاطرة موجودة، لذا من المهم ان تفعل استراتيجيات حماية المخاطر. نذكر هذا الأمر لأن الكثير من الخبراء وجدوا ان احجام الصفقات المبنية على الذكاء الاصطناعي أكبر من احجام نفس صفقات المتداول بشكل فردي، وذلك لان المتداول قد يظن ان هذه الصفقات خالية من المخاطر، وهو امر غير دقيق.
هل التداول بالذكاء الاصطناعي أفضل؟ ام الاعتماد على النفس أفضل؟
بعد ان ذكرنا مميزات وعيوب الذكاء الاصطناعي في التداول، وكذلك العنصر البشري، قد تكون وصلت الى الإجابة بنفسك. ولكن دعني اقولها لك بشكل صريح الآن: يجب استخدام الذكاء الاصطناعي مع التفكير البشري، وعدم الاعتماد عليه بشكل اعمى! يمكنك ان تقوم بالتفكير في الصفقات، واستخدام ادوات الذكاء الاصطناعي لتأكيد وجهة نظرك. او العكس، مراجعة إشارات التداول بالذكاء الاصطناعي بنفسك وفهم السبب وراء جميع القرارات وعدم الانسياق المفرط.
سي إم تريدينج وثورة الذكاء الاصطناعي
تتيح شركة سي إم تريدينج الأدوات الأكثر تطوراً في عالم التداول وعالم الذكاء الاصطناعي، وبشكل مجاني ايضاً. تعتمد سياسة سي إم تريدينج على مساعدة المتداول بكل الطرق، ودعمه بشكل مستمر ليتمكن من الربح في عالم الفوركس، فالمتداول يعتبر شريك نجاح لشركة التداول ذات الرؤية.
لهذا، توفر شركة سي إم تريدينج أداة للتحليل الفني بالذكاء الاصطناعي، وهي تقوم بتوليد إشارات جاهزة للاستخدام المباشر، من حيث نقطة دخول السوق، ونقطة جني الأرباح، وكذلك نوع الصفقة سواء شراء او بيع. وتوفر أداة أخرى، وهي خاصة بالتحليل الأساسي، حيث تقول لك بناءً على اخبار مطروحة، مدى إمكانية صعود او هبوط هذا الأصل، وكذلك سبب هذا التوقع، مع درجة الثقة لهذا التحليل. هذه الأدوات غير متوفرة على معظم شركات التداول، وان كانت متوفرة لدى البعض فهي برسوم إضافية، اما هنا، فهي مجانية تماماً لجميع أنواع الحسابات.