نيسان تبيع شركتها في روسيا مقابل 1 يورو وتخسر 687 مليون دولار
تخيل أن تنشئ شركة بقيمة مليار دولار تقريباً، ثم بعد أن تزدهر تضطر إلى إغلاق جميع الأصول وتسليمها مقابل يورو واحد فقط! للأسف، ما يبدو وكأنه حبكة لفيلم من انتاج هوليوود هو في الواقع حقيقة عاشتها واحدة من أكبر شركات صناعة السيارات في العالم.
حيث صرّحت وزارة الصناعة والتجارة في موسكو إن شركة نيسان اليابانية لصناعة السيارات تعتزم بيع أصولها الروسية للحكومة الروسية.
دعونا اليوم، نلقي نظرة على الوضع الغريب الذي تواجهه الشركات في روسيا وكيف يؤثر على الأعمال التجارية العالمية التي غادرت روسيا بالفعل.
يورو واحد مقابل مصنع ضخم للسيارات
تجعل صفقة نيسان وروسيا شركة صناعة السيارات اليابانية، أحدث شركة كبرى تخرج من روسيا منذ غزو موسكو أوكرانيا في فبراير 2022.
ابق على اطلاع على آخر أخبار السوق
خروج نيسان من روسيا يأتي بعد شركة رينو الفرنسية للسيارات وأكبر مساهم في نيسان والتي باعت في مايو الماضي حصة الأغلبية في شركة أفتوفاز لصناعة السيارات الروسية إلى مستثمر روسي.
يأتي الإعلان في 11 أكتوبر بعد أن علّقت نيسان الإنتاج في مصنعها في سانت بطرسبرغ من عدة شهور وتحديداً في مارس.
هنا حيث يصبح الأمر جنونياً للتجار والمستثمرين – حيث أعلنت شركة نيسان موتور اليابانية للسيارات أنها ستبيع فرعها الروسي إلى كيان مملوك للدولة مقابل يورو واحد لتتكبد خسارة تقترب من 687 مليون.
تعامل مع تداولاتك كأنها عمل تجاري
صفقة ذات شروط سيئة
حددت الوزارة الروسية شروط الصفقة في 12 أكتوبر: “وافقت اللجنة التنفيذية لشركة نيسان على بيع أصولها الروسية إلى الاتحاد الروسي … وهذا يشمل منشآت إنتاج وبحوث نيسان في سانت بطرسبرغ بالإضافة إلى مركز مبيعات وتسويق في موسكو. “
وقالت الوزارة في بيان إن نيسان “تستطيع إعادة شراء حصتها خلال السنوات الست المقبلة”. وقال دينيس مانتوروف ، وزير الصناعة والتجارة الروسي، إن الصفقة “ذات أهمية كبيرة للصناعة“.
أصدرت نيسان بيانها وسارعت إلى الإشارة إلى أن 2000 موظف في الشركة في روسيا سيستمرون في تلقي “حماية العمل” للعام المقبل.
قالت شركة نيسان روسيا: “لا تزال الشركة على المسار الصحيح لتحقيق أهداف أعمالها”. هذا بيان مثير للاهتمام بالنظر إلى أن الشركة افترضت بالفعل عدم وجود نشاط في السوق في السنة المالية 2022.
استفد من تقلبات الأسعار – تداول اليوم
وقال ماكوتو أوشيدا الرئيس التنفيذي لشركة نيسان في البيان: “بالنيابة عن نيسان، أشكر زملائنا الروس على مساهمتهم في الأعمال على مدى سنوات عديدة. بينما لا يمكننا مواصلة العمل في السوق، وجدنا أفضل حل ممكن لدعم موظفينا “.
وقالت صحيفة نيكي اليابانية إن ميتسوبيشي الشريكة في التحالف تدرس أيضاً الخروج من روسيا.
أكثر من 1000 شركة غادرت روسيا
بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، اضطرت الشركات متعددة الجنسيات إلى إعادة فحص علاقاتها التجارية مع روسيا. حيث أقامت بعض أكبر العلامات التجارية الغربية في العالم مثل ماكدونالدز وبيبسي وشل علاقات مع الدولة على مدى عقود. ونظراً للتاريخ الجيوسياسي المتقلب لروسيا وازدراءها للشركات والمنتجات الغربية، واجهت العديد من الشركات معركة شاقة لتأسيس نفسها في الشرق. أما الآن، فيواجهون صفقات معقدة غير متشابكة.
تحت ضغط المستثمرين والمستهلكين، بدأت الشركات الغربية في الخروج من روسيا مما أدى إلى صرف الاستثمارات وإغلاق المتاجر وبيع الأصول. تم قطع غالبية هذه الصفقات التجارية، بما في ذلك الشبكات والبنية التحتية الرئيسية، من قبل الحكومة الروسية وإعادة تخصيصها للشركات المتحالفة مع روسيا. بعد اتخاذ تدابير مؤقتة في الأشهر الستة الأولى من عام 2022، قام البعض الآن بمراجعة خطط أعمالهم وقرروا الخروج من البلاد بالكامل. لم تكن عملية الانسحاب من روسيا سهلة أبدًا كما كشفت صفقة نيسان وتكبدت العديد من الشركات خسارة مالية كبيرة لأعمالها.
منذ غزو أوكرانيا، غادرت أكثر من 1200 شركة من روسيا أو هي في طريقها للخروج من البلاد. أعلنت أكثر من 1000 شركة علانية أنها ستنهي طواعية عملياتها في روسيا إلى حد ما لتجنب العقوبات الدولية. وظلت العديد من الشركات وما زالت تعمل في روسيا دون أن تثنيها العقوبات العالمية والغضب.
سلاح الطاقة
واحدة من أكبر الكوارث الاقتصادية للنزاع الروسي الأوكراني هو تأثيره على الطاقة العالمية، وخاصة النفط والغاز الطبيعي. لقد أوقفت روسيا معظم مبيعاتها الرئيسية من الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا، مما حرم أوروبا بشكل أساسي من مصدرها الأساسي للغاز الطبيعي المسال الذي تشتد الحاجة إليه. لا يخفى على أحد أن استراتيجية تحويل الطاقة إلى سلاح ترجع إلى عقوبات المجتمع الدولي ضد روسيا. تواجه أوروبا ارتفاعاً حاداً في أسعار الطاقة حيث تضطر الأسر إلى دفع المزيد والمزيد من الأموال للإبقاء على الأضواء وتدفئة المنازل خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي.
كن متداولاً أفضل – انضم إلى ندواتنا عبر الإنترنت
على الرغم من أن روسيا تشتهر بصادراتها الضخمة من الغاز والنفط، إلا أنها تعد أيضاً رابع أكبر شركة شحن للغاز الطبيعي المسال في العالم، بعد قطر وأستراليا والولايات المتحدة. إن حرمان أوروبا من الطاقة هو سلاح قوي في ترسانتها من أسلحة الطاقة وهو سلاح كان له بالفعل تأثير شديد على الاقتصاد الأوروبي، وهو الآن على شفا الركود.
يؤدي التقلب إلى ازدهار متداولي الطاقة؛ فقد ارتفع سعر النفط إلى أكثر من 120 دولار للبرميل في مارس 2022 وشهدنا بالفعل ارتفاعات قياسية للغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم.
ارتفاع قياسي لأسعار الغاز
انهارت أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة وأوروبا كما فعلت أسعار الغاز الطبيعي المسال في آسيا إلى أدنى مستوياتها التاريخية في عام 2020؛ في بداية انتشار جائحة فيروس كوفيد –19، انخفض السعر الفوري للغاز الأوروبي إلى أدنى مستوى تاريخي له عند 3.36 يورو لكل ميغاواط في الساعة. واعتباراً من أكتوبر 2022، وصل الغاز الطبيعي المسال إلى 515 دولار بشكل مذهل.
مع استمرار المواجهة مع روسيا، يبحث القادة الأوروبيون عن طرق للتخلص التدريجي من واردات الغاز الطبيعي.
خطة أوروبا لها تداعيات عالمية، حيث أدى الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي المسال إلى سوق عالمية ضيقة بشكل استثنائي، وفقاً لتقرير وكالة الطاقة الدولية (IEA).
قالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها عن سوق الغاز للربع الثالث: “لقد حولت أسعار الغاز الأوروبية المرتفعة القارة إلى سوق متميز للغاز الطبيعي المسال، مما أدى إلى تسليمات من مناطق أخرى، مما أدى إلى توترات العرض وتدمير الطلب في العديد من الأسواق“.
بشكل عام، يمكن أن يرى المتداولون ازدهاراً مستمراً في أسعار الغاز الطبيعي المسال في المستقبل المنظور.
هل تريد نصائح تداول متخصصة؟
تقدم سي إم تريدينج أحدث نصائح التداول والأخبار والمعلومات في الوقت الفعلي. ببساطة قم بالتسجيل للحصول على حساب والوصول إلى لوحة معلومات التداول الشخصية الخاصة بك. علاوة على ذلك، فالأمر مجاني تماماً!
حيث يمكنك الحصول على الميزات القوية التالية:
- الأسهم الرائجة
- تقييمات المحللين
- نشاط المطلعين
- نظام تقييم الأسهم TipRanks
جاهز لبدء التداول؟ افتح حساب اليوم
اكتشف المزيد من الفرص مع وسيط حائز على جوائز. انضم إلى سي إم تريدينج اليوم، الوسيط الأسرع نمواً في منطقة الشرق الأوسط.
شاركونا آراءكم وتابعونا على انستجرام و فيسبوك ويوتيوب و تويتر
