تداول العملات او المعروف ايضاً بسوق الصرف الاجنبي، وهو السوق الأكثر حيوية وربحية وسيولة في العالم. حيث يقوم المتداولين من شتى انحاء العالم بالمشاركة في شراء وبيع ازواج العملات المختلفة، وذلك لتبديل العملات بين مختلف دول العالم. لا توجد شروط معينة لقبول المتداولين للمشاركة في سوق الفوركس، فيمكن لأي متداول بالغ بدء التداول وفتح الصفقات، ولكن هل الأمر بهذه السهولة؟ أم يحتاج الى قدرات خاصة؟
مع انه يمكن للجميع المشاركة في السوق، إلا ان السوق لا يضمن الربح للجميع! فسوق الفوركس محفوف بالمخاطر، فيمكنك ان تفتح صفقة وتربح او ان تفتح صفقة وتخسر جميع ما في محفظتك الاستثمارية. هنا ننتقل للسؤال التالي، لماذا يربح البعض ويخسر البعض؟ ببساطة لان من ربح قد اتبع استراتيجية لاختيار الوقت الافضل لفتح الصفقة وغلقها، وهذه الاستراتيجية عبارة عن طريقة لاختيار نقطة الدخول وتوقع ما سوف يحدث وتحديد نقطة الارباح او حتى وقف الخسارة.
ما المقصود بإستراتيجية التداول؟
استراتيجية التداول هي الآلية او التقنية التي تمكنك من اتخاذ القرار سواء بفتح صفقة شراء او بيع او حتى عدم فتح الصفقة في الوقت الراهن، في إطار زمني معين. يتم إتخاذ القرار بناءاً على التحليل الفني وهو الخاص بتحليل تحرك الاسعار واستخدام المؤشرات، وايضاً بناءاً على التحليل الاساسي وهو الذي يعتمد على الاخبار الاقتصادية والسياسية وغيرهم.
يمكن ان تكون استراتيجية التدوال يدوية، وهو ما يقوم بها المتداول المحترف بنفسة عن طريق القيام بالتحليلات واتخاذ القرار، أو آلية عن طريق خورزميات تقوم بإتخاذ القرارات دون الرجوع للمتداول. قد يلجأ المتداول الى الاستراتيجيات الآلية لمحاولة تحييد مشاعرة عن عملية التداول واتخاذ القرار.
استراتيجية تداول عملات ناجحة
يطور عادة مبتدئي التداول استراتيجيات بسيطة، ويطورونها عبر الوقت، فلا تشعر بالاحباط ان كانت استراتيجيتك تتخلص في ثلاث كلمات، لان المحترفين بدئوا مثلك تماماً. قد تشعر بإن كلمة استراتيجية، هي كلمة مُعقدة وتحتاج الى خبيرة لإنشاء هذه الاستراتيجية، ولكن لتبسيط الموضوع، فإن انشاء استراتيجية ناجحة تحتاج الى عدة مكونات، ومنها:
- اختيار السوق المثالي: هناك العديد من ازواج العملات التي سوف تلاحظها عند فتح منصة ميتاتريدر 4 وبدء التداول، فمثلا سيكون أمامك الخيار الاشهر،و هو اليورو / الدولار، او الين الياباني مقابل الدولار وغيرهم. هنا يجب ان تختار ما يمكنك فهم ما يحركه، ففي المثال السابق، ان كنت لا تعرف اي شيء عن الين الياباني سوا انه عملة اليابان، بالتأكيد لن أنصحك ببدء التداول به! أختر الاسواق التي تعرف الكثير عنها، او ابدء بالبحث عنها واعرف ما يحرك اسعارها.
- حجم الصفقة: عند فتح اي صفقة، سوف تحدد اللوت الذي تريد ان تفتح الصفقة به، وهو ما يحدد حجم الصفقة. حجم الصفقة سوف يعتمد عليه مقدار الربح والخسارة، فإن كان اللوت عالي، فسوف تكسب اكثر او تخسر اكثر في حالة انقلاب السوق عليك. قم بتحديد حجم الصفقة بناءاً على مقدار المخاطر التي يمكنك تحملها.
- نقاط دخول السوق: يجب عن المتداول تحديد أفضل نقطة لفتح الصفقة ودخول السوق، سواء ان كانت الصفقة طويلة المدى او قصيرة المدى. اختيار نقاط دخول قوية تجعلك اقل عرضة لإنعكاس السعر عليك بشكل كبير، وهو ما سوف يخفف عنك التوتر.
- نقاط الخروج من السوق: هنا الجزء الأكثر حساسية في الأمر، فقد يشعر المتداول بإنه لا يجب ان يحدد نقطة للربح لان السعر قد يزيد أكثر من المتوقع، وقد يقع في فخ الطمع، وهو ما قد يجعله يندم فيما بعد. يجب على المتداول الناجح تحديد نقطة لجني الأرباح، ونقطة أيضاً لوقف الخسائر، في حالة انقلاب السوق.
استراتيجية التروي
استراتيجية التروي او Position Trading هي إستراتيجية طويلة المدى، فيمكن ان تبقى الصفقة مفتوحة لبضعة أشهر او حتى سنوات! هذه الاستراتيجية غير محببة لعديمي الصبر، أو من يحتاجون الى سيولة في محافظهم لفتح صفقات وغلقها بإستمرار لكسر الملل. هذه الاستراتيجية لا تعتمد على التغيرات البسيطة او التقلبات الطفيفة في الاسعار، لأنها تهدف الى حدوث تغيرات جذرية تقوم بإحداث تغيرات سعرية كبيرة ليستفاد منها المتداول وتعويض الوقت المنتظر.
هنا المتداول يبحث عن الجودة وليس على العدد، فيمكن للمتداول فتح صفقة واحدة شهرياً ولكنها بناءاً على تخطيط طويل وعميق جداً. حيث يقوم المتداول بمراقبة ومراجعة السياسات النقدية للبنوك المركزية للعملات التي سيقوم بالتداول عليها، مع فهم واسع وشامل للتطورات السياسية وجميع العوامل التي يمكنها ان تؤثر على اسعار صرف العملات. غالباً من تكون اهداف وطموحات المتداول من هذه الصفقات كبيرة للغاية قد تصل الى بضع مئات من النقاط “pips” في كل صفقة.
قد ذكرنا إيجابيات التداول بإستراتيجية التروي، ومنها العمل القليل وعدم استهلاك الوقت، وأيضاً الأرباح العالية عبر الزمن. ولكن هناك ايضاً بعض السلبيات، ومنها طول الانتظار، فعلى المتداول ان يتحلى بالصبر. لا تنسى ايضاً ان طول فترة الصفقة، ستكون اموالك مُقيدة داخل هذه الصفقة، وقد يجعلك هذا الامر ان تفتقر الى السيولة التي تمكنك من فتح صفقات اخرى قد تحتاج الى فتحها وتجدها مربحة.
استراتيجية الاختراق
تعتمد استراتيجية الاختراق “Breakout Strategy” على وجود نطاقات للسعر، وبمجرد اختراق هذه النطاقات للأعلى نتوقع ارتفاع السعر الى المستوى التالي، وأختراقة للأسفل سيحدث انخفاض للسعر الى المستوى الادنى. دعني أسهل الأمر أكثر، بإفتراض انك اشتريت سلعة وليكن هاتف، ومجموعة من الناس اشتروا هذا الهاتف بسعر 100 دولار وقد ارتفع السعر اكثر واشتراه مجموعة اخرى بسعر 120 دولار، هنا النطاق ما بين 100 الى 120 دولار.
بمجرد وصول السعر الى 100 دولار بزخم، نتوقع ان يرتفع السعر مرة آخرى، لأن الناس بشكل لا ارادي سيعتقدون ان هذا هو السعر العادل، وبمجرد الوصول الى 120 دولار سنتوقع انخفاض السعر مرة آخرى، لان الناس سيقومون بالبيع عند هذه القمة. يمكننا ان نسمى النقاط التى سيترفع عندها السعر وهي 100 دولار في المثال السابع بأسم “الدعم” والنقاط التي سنتوقع انخفاض السعر عندها وهي 120 دولار في نفس المثال باسم “المقاومة”.
فكما فهمت من المثال السابق، يجب على المتداولين في استراتيجية الاختراق الى اختيار نقاط دخول السوق وإختراقة سواء في نقاط الدعم، وفتح صفقات شراء عندها، أو الاختراق في نقاط المقاومة وفتح صفقات بيع. يجب على المتداولين تحليل السوق بشكل قوي فنياً لإكتشاف تلك المستويات لتحديد نقاط الاختراق بثقة.
هناك عدة عيوب في هذه الاستراتيجية والتي يجب ان تكون على دراية بها، فمثلاً يجب على المتداول ان يتخذ القرار بسرعة كبيرة، حتى لا تفوته نقطة الأختراق ودخول السوق في الوقت المثالي، ويفضل ان يقوم المتداول بوضع “أوامر مُعلقة”. الأوامر المعلقة، هي التي تمكن المتداول من فتح صفقات في نقاط محددة بشكل آلى دون الانتظار والمراقبة وفتحها يدوياً، لضمان دخول السوق في نقطة محددة. كما ان احد القصور في هذه الاستراتيجية هي الأختراق الكاذب، فيمكن ان يخترق السوق نقطة دعم او مقاومة وعدم الاستمرار في الاتجاة المتوقع، إن كان الزخم ليس كبيراً وكافياً لإحداث الفرق.
استراتيجية سكالبينج
استراتيجية سكالبينج “Scalping Strategy” هي الاستراتيجية الاقصر على الاطلاق من حيز العامل الزمني، حيث تهدف الى تحقيق الربح السريع والصغير، من خلال الاستفادة من التقلبات السعرية خلال ثواني او دقائق معدودة. يقوم المضاربون بفتح وإغلاق الصفقات خلال دقائق، مستغلين تحركات الأسعار البسيطة. ونتيجة لذلك، يعمل المتداولين بهذه الاستراتيجية على تحقيق أرباح أكبر من خلال فتح عدد كبير الصفقات والاستفادة من المكاسب الصغيرة.
يميل هذا النوع من المتداولين إلى التركيز على الأرباح التي تبلغ حوالي 5 نقاط لكل صفقة وهو ربح صغير جداً مقارنة بباقي الاستراتيجيات السابقة. ومع ذلك، فهم يطمحون في تحقيق عدد كبير من هذه المكاسب الصغيرة، وذلك لخلق ارباح يومية سهلة ومستقرة وثابتة طوال الاسبوع. ولكن لا تنسى ايضاً ان المتداولين يجب ان يظلوا طوال اليوم أمام الشاشة لفتح هذه الصفقات واقتناص الفرص!
وهنا نأتي للوجه الآخر، وهو العيوب، فعلى المتداول ان يظل امام الشاشة طوال اليوم، لضمان فتح اكبر قدر من الصفقات الناجحة، لذا فهذه الاستراتيجية غير مناسبة لمن ليس لديهم الوقت او الجهد لهذا. على الجانب الآخر يجب ان تكون عدد الصفقات الرابحة اكبر بكثير من عدد الصفقات الخاسرة، وإلا فستظل يطوال اليوم امام شاشتك، ولن تربح شيء، لان الخسائر ستأكل المكاسب.
ادارة المخاطر هو درع حمايتك
سواء ان اخترت اياً من الاستراتيجيات السابقة، بناءاً على تفضيلاتك بالتأكيد، فيجب عليك ان لا تهمل إدارة المخاطر وخصوصاً ان كانت الاسواق متقلبة وغير مستقرة. فحماية رأس مالك يجب ان يكون اهم أولوياتك في عالم تداول العملات، إن تفعيل إستراتيجيات فعالة لإدارة المخاطر يضمن عدم قيام صفقة واحدة غير ناجحة بمحو استثمارك بالكامل.
قم بوضع أوامر وقف الخسارة للحد من الخسائر المحتملة وتحديد حجم كل صفقة بناءً على نسبة مئوية من إجمالي رأس مال التداول الخاص بك. قم بتنويع محفظتك لتوزيع المخاطر وتجنب التركيز الزائد في زوج عملات معين.
إستخدم التحليل الفني والأساسي
يتضمن التحليل الفني دراسة الرسوم البيانية للأسعار التاريخية واستخدام مؤشرات مختلفة لتحديد الاتجاهات المحتملة ونقاط الدخول/الخروج. تشمل أدوات التحليل الفني الشائعة المتوسطات المتحركة وخطوط بولينجر ومؤشر القوة النسبية (RSI). بالإضافة إلى التحليل الفني، فإن فهم العوامل الأساسية التي تؤثر على قيم العملات أمر بالغ الأهمية وهو ما يُسمى بالتحليل الأساسي.
مواكبة المؤشرات الاقتصادية والأحداث الجيوسياسية وسياسات البنك المركزي التي يمكن أن تؤثر على أسواق العملات. يمكن لعوامل مثل أسعار الفائدة وبيانات التوظيف والتضخم أن تؤثر بشكل كبير على أسعار الصرف. يوفر النهج الشامل الذي يجمع بين التحليل الفني والأساسي رؤية شاملة لظروف السوق.
إختر منصة تداول موثوقة
بخلاف الاستراتيجيات وحماية رأس المال والتحليل الفني، يجب عليك اختيار منصة تداول موثوقة وآمنة لوضع رأس مالك بها والتداول وانت مطمئن. يمكنك البدء مع منصة سي إم ترايدنج الرائدة في الشرق الأوسط، والحاصلة على جوائز عالمية في مجال التداول والأمان. يمكنك الأختيار بين أنواع حسابات تداول مختلفة، لكلاً منها مميزات خاصة، كما انها تدعم حسابات إسلامية بدون معاملات ربوية ورسوم تبييت الصفقات.
الملخص
في عالم تداول العملات الحيوي، يعد إتقان مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات أمراً ضرورياً للنجاح. سواء من استراتيجية التروي، واستراتيجية الاختراق، واستراتيجية سكالبينج، وغيرهم. يجب على المتداولين اختيار استراتيجية تتوافق بعناية مع قدرتهم على تحمل المخاطر والالتزام بالإطار الزمني وتوقعات سعر السوق.
يجب على المتداول تجريب أكثر من استراتيجية للوقوف على ارض صلبة، واستخدام الاستراتيجيات المختلفة في المواقف والأسواق المختلفة. ومن المهم إختيار منصة التداول التي يثق بها لكي يتداول بأمان مع ضمان عدم التلاعب بالأسعار وضمان سحب الأرباح.